اليمن / نبأ – كشفت مصادر معنية بالملف اليمني لصحيفة "الأخبار" اللبنانية عن جملة من المعطيات التي تجعل السعودية والغرب أقرب الى إحياء المسار السياسي، أبرزها إقرار الولايات المتحدة بضرورة حضور إيران في أي مفاوضات إقليمية حول سوريا، وهو الإطار الاقليمي نفسه الذي يوجب مشاركة إيران في أي محادثات متعلقة بالأزمة اليمنية".
وأشارت الصحيفة في تقرير الى كلام قاله هاموند، نقل إلى مسؤولين إقليميين قبل لقاء فيينا، عن أن الغرب أبلغ الرياض أن "الوقت الذي طلبوه لإنجاز وضعية عسكرية معينة في اليمن قد انتهى"، وأن استمرار الحرب "قد يؤدي إلى مضاعفات لن تستطيع السعودية احتواءها".
في السياق نفسه، اتفقت الرياض وباريس ولندن على أن تكون إيران شريكاً في أي محادثات في هذا الشأن، حيث إن الجمهورية الاسلامية هي الطرف الخارجي الوحيد الذي يمتلك تأثيراً جدّياً على "أنصار الله"، وفق اعتقاد هذه القوى. غير أن السعوديين طلبوا حضوراً روسياً أكبر في المفاوضات حول اليمن، "لكونهم لا يثقون بالإيرانيين"، وفقاً للمصادر.
كذلك، رصدت المصادر إقرار مسؤولين سعوديين أمام مسؤولين من بريطانيا وروسيا بأن الحرب على اليمن "أنهكت السعودية"، ما يوجب التسريع في الخروج من هذه الحرب التي أثقلت كاهل الرياض اقتصادياً، بالتزامن مع اتساع هوة الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة على خلفية استمرار الحرب للشهر الثامن على التوالي من دون نتائج حقيقية.
وأبلغت العواصم الغربية الرياض مخاوفها بشأن تدهور الأوضاع في الجنوب اليمني، حيث لم تتمكن حكومة عبدربه منصور هادي من الإمساك بأي مرفق سياسي أو خدماتي، وأن هذه الدول تبلّغت رسمياً من الإمارات أنه ليس هناك جهة تسيطر على الوضع الأمني في الجنوب، وأن تنظيمي "القاعدة" و"داعش" يتنافسان على النفوذ.
وتناقل المسؤولون الغربيون والإماراتيون أمثلة عن تفاقم الفوضى في الجنوب، مثل مغادرة رئيس حكومة هادي، خالد بحاح، عدن بسرعة بعدما استهدفه "داعش" عقب التضييق على حركته، إلى جانب المشاكل التي أثارها تعيين نايف البكري محافظاً لعدن، ومسألة تأخر الرواتب في المدينة، وتدخل التنظيمات المتطرفة في الحياة العامة مع محاولة فرض الفصل بين الطلاب والطالبات في الجامعات في عدن، على سبيل المثال لا الحصر.
ووفقا للصحيفة، كان الحليف الغربي قد أبلغ السعودية صراحةً أن ما تعتبره الرياض "إنجازاً من خلال السيطرة على الجنوب هو غير قابل للصرف في مواجهة الطرف الآخر"، خصوصاً أن الجنوب بات اليوم في أيدي "القاعدة".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الغربيين تفاعلوا إيجابياً مع قرار أنصار الله "القبول بالقرارات الدولية"، وهو ما ساعدهم على إفهام الرياض وأبو ظبي بأن أي عملية سياسية لن تسير أو تنجح من دون شراكة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام".