السعودية/ نبأ (خاص)- لا تهدأ الحرب الإعلامية السعودية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد والقوات المسلحة العراقية، في كل يوم لها جديد تضليلي أو تحويري أو تمويهي. آخر فنونها ادعاؤها وقوع اشتباكات بين الجيش السوري والمواطنين الموالين له على خلفية أحداث الرقة وغيرها من المناطق، وفي العراق ينقلب المشهد رأسا على عقب ليصبح محاربو الإرهاب رأس حربة الإقتتال الطائفي.
يصعب العثور في معظم وسائل الإعلام المهتمة بالشأن السوري على أنباء متصلة باشتباكاتٍ بين الجنود السوريين والأهالي في غير منطقة بسوريا، وحدها الآلة الدعائية التابعة للملكة تروج أنباء حول مواجهات بين المواطنين ومن تسميهم الشبيحة. والأغرب من ذلك هو السبب الذي عزيت إليه المعارك المزعومة، بحسب الماكينة الإعلامية السعودية فإن الموالين للنظام غاضبون من فداحة خسائره ومحاولاته التكتم عليها على أكثر من محور. غضب يعسر تصوره منطقيا ونسبته إلى من كان مستعدا للتضحية بكل ما يملك في سبيل تحرير الأراضي السورية من مسلحي تنظيم ما تسمى الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وعن تراجع القوات المسلحة السورية في أكثر من جبهة قتال يتحدث الإعلام السعودي، نموذج من ذلك قوله إن النظام خسر حقل الشاعر النفطي ليعود ويسترد جزءا منه فيما لا تزال عمليات الكر والفر بين الطرفين مستعرة، قول تدحضه الصورة والأنباء الواردة من تلك المناطق الإستراتيجية حيث يؤكد الجيش السوري إحكام قبضته على الحقل وما يضمه من مرافق حيوية.
وعلى الخط العراقي، لا يختلف مشهد التضليل الإعلامي السعودي، هنا تنصب الإتهامات على رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بإذكاء الإنقسامات الطائفية والتحريض على القتل وسفك الدماء، إتهامات يستبعد منها داعش وفروعه المغرقون في إزهاق الأرواح وتهجير المدنيين من مساكنهم الأصلية وتفجير المقامات المشرفة.
وعلى طريقة أفّك… أفّك… حتى يصدقك الناس، لا تكف الأجهزة الدعائية السعودية عن تشغيل أسطوانتها المتمركزة في سيطرة ما تسمى العشائر السنية على أجزاء واسعة من البلاد الشهر الماضي، أسطوانة تعود وتناقضها على نحو مفضوح بادعائها أن المجموعات السنية إنضمت إلى الإجتياح الداعشي على الرغم من تناقضها الشديد مع التنظيم المتشدد. أي أن العشائر هي صاحبة الكلمة الفصل واليد الطولى في الميدان وفي الوقت نفسه هي ملحق مهضوم بمقاتلين متطرفين لا يقل عددهم عن ثلاثة آلاف مسلح، بل قد يرتفع إلى عشرين ألفا مع احتساب المتطوعين بحسب الوسائل السعودية نفسها.
إنها المفارقات إذا، مفارقات تكشف بكل وضوح نوايا المملكة ومساعيها التي لا تعرف طريقا إلى الهدوء، من جهة يستمتع الإعلام السعودي بما يرتكبه داعش في العراق، يستبشرون به خيرا ويترقبون تمدده إلى عنق خصومهم في بلاد الرافدين، ومن جهة أخرى، يواصلون لعبة التطهر والتبرؤ التي باتت مكشوفة حتى لمن انخدعوا بالنظام السعودي يوما.