من قلعة المواقف.. تضامن مع المحكومين بالإعدام من أجل كرامة الإنسان

من القعلةِ، بتاريخِها.. وشواهدِها المزيّنةِ بالصّمودِ والشّموخِ؛ تنتظرُ الأرضُ سماعَ وقْعِ الأقدامِ المفعمة بالإباءِ.. واحتضانَ دويّ الأصواتِ الحرِّةِ التي لا تَرضى ظلماً ولا عداونا.. تنتظرهم الأرضُ لتروّي معهم جدرانَ القلعة العطشى التي هدمها السعوديّون.. ولْيُعْلوا من مساجدِها القديمةِ صوتاً يُشبه صوتَ الشّيخ الوقور الذي يريد هادِموا التّاريخَ أن يسلبوه الحياةَ…

جمعةُ التضامن مع العواميّة والمحكومين بالإعدام؛ ليست رسالةً للتّحدي، ولا يُراد منها أن تكون مساحةً للمواجهة.. ولكنّها صيغةٌ من صيغِ الإرادةِ حين يُتاح لها أن تكسر الصّمتَ.. هي خطوةٌ من أجلِ الذاتِ.. ومن أجل الوحدةِ الوطنيّةِ.. وكرامة الإنسان…

جمعة التضامن هي إشعارٌ بالوجودِ، وتأكيدٌ عليه، رغم الإلغاء والتكفيرِ الذي فجّر المساجدَ والحسينيات، ولا زال يتنعّمُ برعايةِ المسؤوليين…

بالتضامنِ مع الحقِّ والأحرار.. تُصبحُ الجمعةُ جامعةً للوطنِ.. وجامعةً لكلِّ أولئك الذين يحلمون بمستقبلٍ لا يرجفُ فيه الأمل…