مقاطعة الانتخابات البلدية.. كانت كافية لوضعها في سياقها الصّحيح

 

مقاطعة الانتخابات البلدية.. كانت كافية لوضعها في سياقها الصّحيح http://nabaatv.net/archives/59173

Posted by ‎قناة نبأ الفضائية – Nabaa TV‎ on Sunday, December 13, 2015

الانتخابات البلديّة في المملكة، ومشاركة المرأة فيها، وحصول عدد منهن على المقاعد؛ سيكون بالنسبة للبعض فرصةً للفرْح، وإرسال التفاؤل بأنّ ثمّة أمراً جديداً يحصل في المملكةِ التي يصفها كثيرون بأنها مملكة القمع والصّمت.

أنصارُ التفاؤل الحذِر يقولون إنّ دخول المرأة في معركة الانتخابات؛ هو نزْعٌ مباشِر لقوّةِ التطرّف المذهبيّ الذي يهيمن على المملكة.. إلا أنّ على هؤلاء أن يتذكروا أنّ اللّيونةَ التي تُبديها المؤسسةُ الدّينية في البلاد؛ ليس بالضرورةِ اندفاعاً نحو التغيّر الحقيقيّ، وانفتاحاً على الحريّات والديمقراطيّة.. فالشرطةُ الدّينيّة لا تزال تقمعُ معارضَ الكتب، وتداهم الأنديّة الأدبيّة أثناء أمسياتها؛ والنّظرة التمييزيّة للمرأة لا تزال هي العقيدةُ الدّفينة للمؤسسةِ السياسية والدينية على حدّ سواء..

أما الانتخاباتُ؛ فالمقاطعة العريضة لها تكفي لوضعها في سياقها الصّحيح. فما حصل ليس عرساً ديمقراطياً حقيقياً كما يحصل في بقية البلدان التي يتشارك فيها المواطنون في صناعة القرار ورسْم المستقبل.

الانتخاباتُ البلديّة؛ هي محضُ ديكورٍ يُراد أنْ يُشتّت الأنظارَ عن الصّورة الغالبة للمملكة، والتي لا تكفّ عن إلحاق الأوصاف السّوداء بها، وآخرها مملكة الإعدامات..

سيكون للانتخاباتِ المشارَكة الفاعلة، والمعنى الحقيقي، والفرحُ الكبير.. حينما تكون انتخاباتٍ كاملةً، تحاسِبُ الفاسدين والظالمين، وتراقب السلطةَ التنفيذية، وتُنتِج حكومةً شعبية، لا وصايةَ فيها لحكم مطلق.. وإلى أن يأتي ذلك؛ فإنّ الأمور لن تعدو أن تكون معالجةً جديدةً لتعويم الاستبداد المقنن.