السعودية تحاول جذب مصر لـ”التحالف” المزعوم بعيداً عن روسيا بزيادة الاستثمارات

السعودية / نبأ – وجه الملك سلمان بدعم احتياجات مصر النفطية مدة 5 سنوات، إلى جانب رفع حجم الاستثمارات السعودية في مصر إلى أكثر من 30 مليار ريال، استمراراً للعمل والتنسيق المشترك بين مصر والمملكة، لتنفيذ إعلان القاهرة الموقع في مدينة الرياض في نوفمبر / تشرين الثاني، بحسب وكالة الانباء السعودية "واس".

وعقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي المصري، في مدينة القاهرة أول امس الثلاثاء، وقد رأس الجانب المصري رئيس مجلس الوزراء المصري شريف إسماعيل محمد، ورأس الجانب السعودي محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

وفي بداية الاجتماع أعلن بن سلمان، أنه قد صدرت توجيهات الملك سلمان بأن تزيد الاستثمارات السعودية في جمهورية مصر العربية على 30 مليار ريال، وأن يتم الإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة خمس سنوات، إضافة إلى دعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية.

ويرى مراقبون أنّ هذه الخطوة تأتي في اطار حث مصر والرئيس السيسي على المشاركة الفاعلة في ما يسمى التحالف الاسلامي ضد الارهاب، إلاّ أنّ قيام هذا التحالف على أساس طائفي، دفع العديد من الدول إلى رفض المشاركة، فيما اندفعت دولا أخرى طمحاً بالمكاسب السياسية والمالية من المملكة.

وأثارت مشاركة مصر في "التحالف" التساؤلات حول مصير المبادرة المصرية الخاصة بالقوة العربية المشتركة، التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، ويرى المحلل السياسي الدكتور حسن نافعة، أنّ أن صفحتها قد طويت، وبالتالي فـ"التحالف الجديد" محاولة لخلق نظام بديل للنظام العربي بشكل أو بأخر، وهذه هي سياسة السعودية التي تميل أو تقترب أكثر للعالم الإسلامي عن العالم العربي، حسبما يقول.

وأشار إلى دخول مصر ضمن تحالف يجمع دولتي قطر وتركيا على الرغم من اتهامها لهما بأنهما "يدعمان الإرهاب والجماعات المتطرفة بالمنطقة". وقال: "ربما تكون أحد أهداف السعودية هو شد مصر بعيدا عن التحالف مع روسيا حيث تبدو الأخيرة أقرب إلى تفهم الموقف الروسي والسوري، كما تبدو قلقة على تفتت سوريا ولذلك سياساتها تجاه سوريا مختلفة عن السعودية".

من جانبه، اعتبر الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن "هذا التحالف ليس له تأثير على دعوة مصر لتشكيل قوة عربية مشتركة"، قائلا إن القوة العربية لها مهام أخرى غير التصدي للإرهاب من بينها مواجهة جميع العدائيات التي تواجه الدول العربية في هذه المرحلة، والتصدي للكوارث وغيرها من المهام الأخرى.

وذكر أن أدوار ومهام الدول متساوية في هذا التحالف، ولكن مصر دولة فاعلة تواجه الإرهاب على الأرض ولديها خبرة، كما حققت نتائج عالية يمكن أن تستفيد منها كل الدول المشاركة.

وفيما يتعلق بوجود تركيا وقطر ضمن التحالف مع مصر، قال إن "التحالف يعتمد على التنسيق، إذ لا يوجد عمل مشترك على الأرض، ولكن التعاون قد يتم عبر مركز عمليات مشترك للتنسيق بقيادة السعودية"، مضيفا أن كل دولة يجب أن تقاوم الإرهاب داخل حدودها، وأن تتعاون أيضا مع الدول الأخرى في هذا الاتجاه.

واعتبر الخبير العسكري زكريا حسين، أن "الدور المصري قد لا يزيد عن المشاركة بقوات جوية أو بحرية فقط إذا اقتضى ذلك، حيث يوجد مبدأ واضح بألا تشارك القوات البرية المصرية بأي عمل خارج البلاد، لأنها منشغلة بمعركة داخلية، حيث لم يهزم الإرهاب نهائيا كما لا يجوز شغل الجيش في أكثر من اتجاه".