السعودية / نبأ – أدان حزب الله إعدام السلطات السعودية العالم الكبير المجاهد الشيخ نمر باقر النمر، بحجج واهية وأحكام فاسدة وادعاءات فارغة، محملاً الولايات المتحدة وحلفاءها المسؤولية عن اقتراف السلطات السعودية الجريمة النكراء.
واعتبر الحزب في بيان، اليوم السبت، أنّ الحكم لا يستقيم على منطق، ولا يدخل بميزان عدل، مشيراً إلى أنّ السبب الحقيقي الذي دفع السلطات السعودية إلى الحكم بإعدام الشيخ النمرهو أنه صدع بالحق وجهر بالصواب وطالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم، محكوم بالاستبداد والجهل، ومسلوب الحقوق والثروات، من قبل مجموعة فاسدة لا ترعى في خلق الله إلاّ ولا ذمة.
واعتبر الحزب أنّ جريمة السلطات السعودية لم تقف عند هذا الحد، من الحقد على هذه الثلة من المجاهدين، وإنما تجاوزتها إلى وضعهم مع مجموعات من العصابات الإرهابية التي روّعت الآمنين وارتكبت الجرائم بحق المدنيين، مؤكداًَ أنّها محاولة لخلط نصاعة حق الشيخ النمر ورفاقه بإجرام باطل الإرهابيين.
واعتبر البيان أنّ الشيخ النمر، عالم ربّاني، سلك نهج الحوار، وقاوم الظلم بالكلمة والموقف، وإن ثباته على حقه حتى الشهادة سيهدم باطل آل سعود ويفنّد ادعاءاتهم ويبطل محاولاتهم الخبيثة لتشويه صورة هذا الجهاد عند أبناء الأمة.
وأشار البيان أنّ الجريمة التي افتتحت بها السلطات السعودية العام الميلادي الجديد تبقى وصمة عار تلاحق هذا النظام الذي قام على المجازر والمذابح منذ نشوئه وحتى الآن، لافتاً إلى أنّه لم يكن آخر ما ارتكبه المجزرة الوحشية التي أودت بحياة الآلاف من حجاج بيت الله الحرام في منى، دون أن يرف لمسؤولي هذا النظام جفن، أو يعبّروا عن أسف أو حزن لهذا الفعل الإجرامي.
وطالب حزب الله المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته الحقوقية والإنسانية، كما كل القوى الحيّة في أمتنا، بإدانة هذه الجريمة النكراء، ووضع السلطات السعودية في المكان الذي تستحقه في سجل الإجرام العالمي، نظراً لافتئاتها على عالم دين مسالم لم تتلوث يداه بالدماء، ولا ارتكب جريمةً، إلا قول لا للظلم والعدوان.
وحمّل الحزب الولايات المتحدة وحلفائها، المسؤولية المباشرة والمعنوية عن هذه الجريمة، مشيراً إلى أنّهم الذين يقدّمون الحماية المباشرة للنظام السعودي ويغطون جرائمه الكبيرة بحق شعبه وشعوب المنطقة، ويدعمون عدوانه، ما يؤكد أن شعارتها الواهية عن الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان ليست إلا أكاذيب وأباطيل لا تخدع أحداً في أمتنا.
وختم البيان بأحر التعازي والتبريكات من أهل الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، ومن إخوانه واحبائه والسائرين على نهجه في المنطقة الشرقية وفي الجزيرة العربية وفي كل عالمنا الإسلامي، راجين من الله تعالى أن يتغمّد شيخنا الشهيد بواسع رحمته، وأن يُبقي ذكره عالياً، علماً من أعلام رفض الظلم والدفاع عن الحق والحقيقة.
هذا، واستنكرت العديد من الشخصيات والاحزاب الدينية اقدام السعودية على ارتكاب جريمة قتل آية الله الشهيد الشيخ نمر النمر ومن هذه المواقف:
استنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان في بيان اليوم "تنفيذ حكم الاعدام بسماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر باعتباره خطأ فادحا كان يمكن تفاديه باصدار عفو ملكي يسهم في تنفيس حال الاحتقان المذهبي والطائفي التي تعصف بالمنطقة العربية"، ورأى ان "إعدام الشيخ النمر إعدام للعقل والاعتدال والحوار، وهو إعدام للرأي الآخر وعمل متهور وسابقة خطيرة بتاريخ قتل العقول وإبادة عرى الوحدة الاسلامية وروادها".
بدوره استنكر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، جريمة قتل اية الله الشهيد الشيخ نمر النمر، معتبراً ان قتله يعني قتلا للناس جميعا، هو قتل لذمة الله، ودعوة للفتنة، وإشعال لنار الفرقة، وسحق لضمير السماء، ومن أخذ هذا القرار إنما استهدف الدين والعقل والوعي والوحدة، وتصرف بخلفية عقل سياسي، لا يقبل مطالبا بحق، ولا صارخا من ألم الجور، ولا منكرا لفساد"، لافتاً الى ان "قتل الشيخ نمر النمر ضمن مجموعة من الإرهابيين على أنه إرهابي هو تضييع للحق، وتضييع لمظلومية الإنسان، وان قتله كارثة دينية قومية كبرى، وجريمة بحق الإنسانية والأخلاق بامتياز، وهو خطأ أكبر من أن يمر دون تداعيات قد حذرنا منها مرارا وتكرارا في السابق".
من جهته ندد رئيس اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص بقيام السعودية بإعدام الشيخ نمر النمر، معتبراً أن هذا الإعدام هو "جريمة تخالف كل الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان"، موضحاً أن الشهيد الشيخ نمر هو سجين رأي، وكان يعبر عن قناعاته السياسية وأن إعدامه هو قتلٌ للرأي الآخر وسبيل الفتنة نحن بأمس الحاجة لدرئها ومنع حصولها"، مطالباً "كل القوى العربية والدولية المدافعة عن حقوق الإنسان بشجب هذه الجريمة والعمل من أجل وقف الإعدامات السياسية والتنكيل بأصحاب الآراء المعارضة للأنظمة السياسية في كل مكان".
السيد علي فضل الله اعتبر في بيان، ما حدث لا يستهدف الشيخ النمر فحسب، بل يستهدف العنوان الذي يحمله والقيم التي يمثلها، فنحن لم نعهده إلا منفتحاً ووحدوياً وقوياً في ذات الله، وحريصاً على إنسانيّة الإنسان في بلده والعالم.
من جهته، ندد رئيس «حزب التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب بإقدام سلطات آل سعود علي إعدام الزعيم الديني السعودي المجاهد اية الله الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، علي خلفية معتقده الديني ومواقفه السياسية، واصفا هذه الخطوة بأنها "جريمة سعودية جديدة".
وفی تغریدة لوهاب على صفتحه على تویتر استغرب کیف ان "دولة تملک مئات الملیارات وأحدث الاسلحه تخاف من رجل واحد ، مضیفا فی تغریدة أخری أن "الإعدام عقوبة من عصور بائدة"، مؤکدا أن "من ینفذ هذا العقاب قوانینه متخلفة". وختم وهاب تغریداته بالقول "بئس العدالة التی تخاف من کلمة أو موقف، إعدام الشیخ نمر النمر هی جریمة سعودیة جدیدة".