بعد ثلاثة إطلالات.. بن سلمان الملك المرتقب يرسم خارطة الاندفاع

السعودية/ نبأ- هو الكلام الثالث للأمير الصامت، كما اشتهر، بعد مؤتمر الإعلان عن التحالف ضد الإرهاب، ومقابلة توماس فريدمان. إلا أن حديث محمد بن سلمان إلى مجلة ايكونوميست هو الأول بلا منازع. لا مبالغة إن وصفت مقابلة ولي ولي العهد مع الأسبوعية البريطانية بالبيان رقم واحد.

أكد بن سلمان في تصريحاته التكهنات والتسريبات والتوقعات جميعها، بشأن حلم الوصول إلى قمة السلطة، واستعجال التربع على عرش آل سعود، وثبتت كذلك افتراضات التنافس غير المعلن مع ابن عمه ولي العهد محمد بن نايف، مكرسة الأخير في صورة الغريم والعثرة في طريق التتويج، ومقلصة هامش استبعاد إقدام بن سلمان على انقلاب أبيض على الطريقة القطرية. إنقلاب لم يعد وقوعه في المدى المنظور –بعد حديث الايكونوميست- أمرًا مفاجئًا.

لم يتحدث إبن التاسعة والعشرين من مقام ولي ولي العهد، أو من مقام ولي العهد حتى. كانت إجاباته للإكونوميست إجابات الملك الفعلي، الممسك بمختلف أركان المملكة. رسم بن سلمان مستقبل السعودية، وجدول الأعمال للسنوات المقبلة. تطرق إلى برنامج إقتصادي تحولي، وضعته شركات أجنبية، وكأنه يقول هكذا أريد أن تكون المملكة، وأنا من يقرر.

يريد أن يقول أيضًا أنا البطل الخارق الذي يقود المملكة في السلم والحرب. بين السطور بالإمكان اكتشاف جهد كبير بذله بن سلمان بغية إظهار شيء من الحكمة والنظرة الثاقبة. فبدت المقابلة محكومة بعقدة الإتهامات للأمير الشاب بقلة الخبرة والتهور وغياب الحكمة والحنكة السياسية. إلا أنه في الحقيقة أكد في الوقت عينه للأصدقاء والأعداء أن النظام السعودي، بات يملك كامل مقومات التدمير من الداخل، وأن الفشل العسكري في اليمن، سيعمم في وقت ليس ببعيد، على جميع ملفات المملكة الإقتصادية والسياسية.