أتباع السعودية مستاؤون من هيكل بسبب رفضه للعدوان على اليمن

رافعا رأسه رفضا لتأجير قلمه الحر، ورافعا قبضته نصرة للثورة والمقاومة، رحل الإعلامي والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.

بعد ما يقارب الـ80 عاما من النضال بالفكر والكلمة رحل الصحافي المصري الذي علا صوته حين خفتت الأصوات تاركا وراءه إرثا كبيراً ومواقف مشرفة.

هيكل عرف بإنتمائه لخط المقاومة منذ بداياته الإعلامية، وكذلك برفضه للترغيب والترهيب الذي تعرض له لدفعه نحو التخلي عنه.

الموقف الأخير الأبرز لهيكل كان بعيد شن السعودية عدوانا على اليمن، حيث أكد أن النظام السعودي غير قابل للبقاء، واصفا الدول الخليجية بالمتخلفة والهامشية.

وقبل أشهر من وفاته أكد هيكل أن العدوان على اليمن دمر بنتيه التحتية وأن اليمنيين يتعرضون لمذبحة بسبب الغارات التي ينفذها التحالف السعودي. وأشار إلى أن السر في بقاء العدوان السعودي يكمن في عدم وجود بديل وبتحكم الأمراء بكافة المفاصل وخاصة الجيش.

مواقف الإعلامي الراحل لم تتجاهل تضحيات الشعوب في الوقوف ضد الظلم، حيث أيد هيكل ثورة الشعب البحريني، ما دفع جمعية الوفاق البحرينية إلى التعزية برحيله.

ولفت بيان الجمعية إلى أن من وصفته بعميد الفكر السياسي الحر وعملاق الصحافة العربية الكاتب الراحل هيكل، أكد أن دعاة الديمقراطية في البحرين قد ظلموا وأن استبدال الصراع العربي الإسرائيلي بصراع طائفي هو جريمة تاريخية.

مواقف هيكل قابلها سخط سعودي كبير إمتلأت به الصحف الرسمية، وخاصة بعد مقابلته الأخيرة مع صحيفة السفير اللبنانية.

الغضب السعودي من مواقف الصحافي الكبير بقيت بعد وفاته، وكان لافتاً أن محسوبين على الثقافة في المملكة لم يحترموا أجواء العزاء، وفضّلوا توجيه الشتائم إلى هيكل بدل احترام جثمان الراحل الذي دُفن في مثواه الأخير في مقبرة العائلة في مسجد الإمام الحسين بن علي بالقاهرة.