لبنان/ نبأ – قال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله إن النظام السعودي “يقف في مقدمة بالمتآمرين على أي جهة تريد قتال “إسرائيل” واستعادة الكرامة العربية”.
وأكد نصر الله، خلال كلمة متلفزة ألقاها يوم الأحد 6 مارس/آذار 2016م في حفل تأبين للشهيد علي فياض الذي استشهد أخيراً في سوريا، إن قرارات مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزارء الخارجية العرب ضد “حزب الله” هي “قرارات تعسفية بحق المقاومة”، مؤكداً أن “من يواجه السعودية في سوريا هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية”.
ولفت إلى أن النظام السعودي “يحتاج إلى من يحمله مسؤولية فشله الذريع في سوريا واليمن والبحرين”، معرباً عن افتخاره “بإفشال هذه المشاريع العدوانية والحروب في الدنيا والآخرة”. ووصف نصر الله من ينتظر من جامعة الدول العربية أن تحمي لبنان من اعتداءات “إسرائيل” كمن “يراهن على سراب”، مؤكدا أن “الجيش والشعب في لبنان ومقاومته هم من يدافعون عنه”. وأضاف نصر الله أن “هذه المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب هي التي استعادت البعض من الكرامة والعزة العربية”.
وأشار نصر الله إلى أن “ردود الافعال التي حصلت هي رسالة قوية إلى “اسرائيل” بأنه لا يمكن أن يأتي يومًا يصبح فيه وجودها طبيعياً في هذا العالم العربي والإسلامي، أو أن يقبل أحد وجودها وبقاؤها وأن تصبح حليفة لهم”، متوجهاً إلى الإسرائيليين بالقول “أنتم أعداء وستبقون وأنتم إرهابيون وستبقون إرهابيون”، مشددا على أنه “لن يستطيع أي نظام عربي أن يطبع مع إسرائيل لا آل سعود ولا غيرهم ومن يريد أن يرفعهم سيسقط معهم”.
وأضاف “إذا نحن إرهابيون، فلتتفضل الأنظمة العربية وتقدم السلاح إلى المقاومة الفلسطينية”، مشيراً إلى أنه “لا علاقة لهذه الأنظمة بهذه المقاومة وهذه الانتصارات”، لافتاً أن “من يحمي هذا البلد هو الجيش والشعب والمقاومة، ومن يتوقع بأن من يمنع “إسرائيل” من الاعتداء على لبنان أو يحمي لبنان من العدوانية الإسرائيلية هو جامعة الدول العربية أو الإجماع العربي هو يراهن على سراب وعلى وهم”.
وأكد أن الأنظمة العربية “لم يكونوا يساعدون بل كانوا يحرضون على المقاومة، والإسرائيلي تحدث عن طلب حكومات عربية منه الإستكمال بالحرب على المقاومة، وهذا الأمر تكرر أيضاً في العدوان على غزة”. وتساءل نصر الله بالقول “أريد أن أسأل من الذي أهان العرب والأمة العربية والجيوش العربية والحكم العرب مثل إسرائيل؟ وهي في كل يوم تهينهم؟ عندما تستمر في احتلال أرضهم وقتل أهلهم في فلسطين، ماذا فعلتم منذ 67 سنة حتى اليوم وماذا أنتم فاعلون؟”.
وقال الأمين العام لـ”حزب الله” إن “ما لحق بالمسلمين السنة على يد “داعش” في العراق أخطر مما لحق بالمسلمين الشيعة هناك، ونحن ذهبنا لنقاتل تحت قيادة عراقية وليس لنتدخل بشؤون العراق ولنقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على أنه إرهابي فهل نكون نحن مدانين؟”. وأشار إلى أن “العراقيين أنفسهم، وهذا “الحشد الشعبي” المبارك، هم من يغير المعادلة اليوم في العراق”، متسائلاً، في الوقت نفسه، عن “نتائج تشكيل التحالف الدولي المكون من 70 دولة لمحاربة “داعش”.
وتوقف عند “غضب” السعودية تجاه لبنان، فقال: “أنا أتفهم غضب السعودية لأنه عندما يفشل أي شخص يغضب وإذا كان قادراً على فعل شيء سيفعل”، مردفاً أنه “في سوريا هناك غضب سعودي هائل، لكن الحسبة كانت في الأشهر الأول، ونحن تحدثنا مع المعارضة في ذلك الوقت عن رغبة النظام والقيادة بالحوار لكنهم كانوا يرفضون ويتوقعون نهاية الأمور خلال أشهر قليلة، ومن كان يدير اللعبة في ذلك الحين كان السعودي، وفي ذلك الوقت كان أحد الأمراء من عمان يدير المعركة ويقدم الأموال والسلاح”.
واردف “اليوم وبعد ما يقارب خمس سنوات، خاب الأمل وهناك فشل كبير وسقوط الرهانات، كانوا يريدون أن يأتي “الناتو” والأميركيين، وكانوا يعتقدون أن الأميركيين يعملون لديهم ولا يدركون أن الأميركي يشغل كل العالم في مشروعه، والأمر نفسه كان موجود في اليمن حيث توقعوا الإنتهاء من المعركة خلال أيام”.
وتطرق السيد نصر الله إلى العدوان السعودي على اليمن، فذكّر بأن اليمنيين “كانوا قبل الحرب قد انتهوا من الحوار وكل شيء في صنعاء لكن السعودية قررت الحسم العسكري”، موضحاً أن “الأثمان التي تدفعها السعودية اليوم نتيجة حربها على اليمن كبيرة جداً، والفضيحة أنه تحت عنوان الحرب على الحوثيين تمكن من أجمع العالم على تصنيفه إرهابياً من السيطرة على المحافظات الجنوبية”.
وأكد أن السعودية تقدم الأرض في اليمن إلى “داعش” والقاعدة، “وهم فشلوا وسيفشلون وأنا على قناعة تامة بكل كلمة قلتها من اليوم الأول، ولا يمكن إلا أن ينتصر الشعب اليمني لأنه يقاوم ويصمد ولن يهزم”.