السعودية/ نبأ – سلطت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في عددها الصادر يوم الإثنين 28 مارس/آذار 2016م الضوء على المنافسة الحادة التي تتعرض لها السعودية في أسواق النفط، والتي أدت إلى تراجع حصتها السوقية.
واعتبرت الصحيفة أن السعودية “تخسر حصتها السوقية في أسواق النفط بشكل تدريجي بفعل زيادة معروض النفط الخام، وما تمخض عنه من احتدام المنافسة بين منتجي النفط في العالم”، لافتة إلى أن أن حصة الشركة السعودية الوطنية “أرامكو” من سوق النفط العالمية بلغت نحو 8.5 في المئة في العام 2013م، فيما تراجعت هذه الحصة في العام 2015م إلى 8.1 في المئة.
وتزامن ذلك مع هبوط حصة “أرامكو” في السوق الصينية التي تعد أحد الأسواق الرئيسية للسعودية، خلال الفترة ذاتها، أي بين عامي 2013م و2015م من 19 إلى 15 في المئة، في حين تراجعت حصة السعودية في سوق النفط الخام الأميركية من 17 إلى 14 في المئة.
وأكبر الخسائر التي تكبدها السعودية في سوق النفط كانت في أسواق جنوب إفريقيا، حيث انخفضت حصتها السوقية هناك من 53 إلى 22 في المئة في غضون السنوات الثلاث الماضية.
وتواجه أسواق النفط في غضون عامين تخمة في المعروض وضعفا في الطلب، مما أدى إلى احتدام المنافسة بين المنتجين، وجعل السعودية تخسر المعركة أمام منافسيها، وخاصة مع عودة لاعب قوي إلى السوق كإيران بعد رفع العقوبات الدولية عنها في إطار الاتفاق النووي.
من جهتها، تعتزم إيران مضاعفة صادراتها النفطية والعودة بها إلى مستوياتها ما قبل العقوبات، الأمر الذي زاد من تعقيد وضع السوق النفطية مسبقا. وعلاوة على ذلك، أعلن العراق ثاني أكبر المنتجين في منظمة “أوبك” زيادة إمداداته إلى الأسواق، في خطوة لتعويض تراجع عائدات النفط الناجم عن هبوط الأسعار بواقع 70 في المئة منذ منتصف العام 2014م.
ويأتي تراجع حصة المملكة، في وقت تتعرض فيه ميزانية البلاد لضغوطات جراء هبوط أسعار الخام، دفعت بالرياض إلى سحب شرائح من احتياطاتها الدولية لدعم الإنفاق. وتوقع صندوق النقد الدولي في وقت سابق إنفاق السعودية جميع احتياطياتها المالية خلال خمس سنوات.