أخبار عاجلة
البغدادي

معتقل سابق في الإمارات: هذه البلاد بحاجة للعدل أكثر من حاجتها لوزير للسعادة

الإمارات/ نبأ – قال المعتقل السابق في دولة الإمارات، المدون الناشط إياد البغدادي، إن “هذه البلاد في حاجة إلى العدل أكثر من حاجتها إلى وزير للتسامح وآخر للسعادة”.

ونقلت صحيفة “إنترناشيونال بزنس تايم” البريطانية عن البغدادي قوله إنه “قد تم أخذ قرار بتهجيره من بلاده وسحب جنسيته من دون أية اتهامات أو حُكم قضائي أو إمكانية استئناف”، متسائلاً عن “إمكانية انتشار السعادة في بلد يفتقر إلى أسس العدل وسيادة القانون”.

وأضاف البغدادي أنه “اضطر للذهاب إلى مصحة السجن بعد أسبوعين من سجنه، فتم تفتيشه قبل إعادته إلى زنزانته”، موضحاً أن “عملية التفتيش لم تكن عملية عادية شبيهة بتلك التي نراها في المطارات، حيث كان أعوان التفتيش يعاملون السجناء بخشونة وقسوة”، مشيراً إلى أن السجناء الآسيويين “عادة ما يتم لكمهم وصفعهم وإهانتهم، ولا يحق لهم الاحتجاج، فهم يخافون من أن تكون عقوبتهم أقسى من طريقة معاملتهم”.

واستهجن البغدادي من التقرير الذي كتبه مؤخرا رئيس تحرير صحيفة “فورين بوليسي”، دييد روثكوبف، الذي قال فيه إن الإمارات “تسعى لإنتاج دولة ناجحة في منطقة عرفت بسجلات حافلة من الفشل في مجالات الحكم”، فـ”من العجيب أن يتم ضرب المثل بدولة تسجن معارضيها، وتجردهم من الجنسية، وأدت سياساتها الخارجية إلى عديد من الأزمات في المنطقة”، يقول البغدادي.

وأردف: “عادة ما يتم تلقيبه بالبلد التقدمي لأن له وزيراً للسعادة، ووزيراً للتسامح، ووزيراً للشباب، لكن ما مدى نجاح مثل هذه التجربة في ظل غياب العدالة والسيادة الأساسية للقانون؟”.

وأوضح أنه لا يتمنى السوء للوزراء الجدد، لكنه اعتبر أن جهودهم “لن تؤدي إلى أي تحسن؛ ما لم يقفوا في وجه المؤسسة الأمنية، التي لا تعتمد أية شفافية أو سيادة قانون في عملها. وعلى وزير التسامح أن يبدأ بفتح تحقيق في قضية ضاحي خلفان، الشرطي الذي اتهم أوباما بأنه شيعي، ودعا إلى طرد جميع الإيرانيين من الإمارات العربية المتحدة، أو التحقيق في قضية وسيم يوسف، وهو وجه إعلامي معروف بخطاباته الطويلة التي تدعو إلى كراهية الشيعة، والتي يقوم بنشرها على موقعي “يوتيوب” و”تويتر”.

ودعا “البغدادي” وزيرة السعادة إلى زيارة أبناء السجين السياسي محمد عبدالرزاق الصديق والذين تم تجريدهم من جنسيتهم لأنهم احتجوا على عملية سجن والدهم، وطالبها بزيارة سجن الصدر في أبوظبي، حيث يتم معاملة العمال الآسيويين بطريقة وحشية.

وشدد على أن “ما تحتاجه الإمارات حقاً هو وزارة عدل مستقلة، فمن دون سيادة للقانون ومن دون حريات لن تكون هناك سعادة أو تسامح في البلاد، وهذا ينطبق على الإمارات، أو أي بلد آخر”.

وأوضح الكاتب أن “الحرية هي دعامة السعادة، وخلف وزيرة السعادة يوجد عجز في السعادة، فلا يمكن أن تكون سعيداً إن كنت تعيش في قفص ذهبي، حتى وإن كان قفصاً من فئة خمس نجوم، مع منحدرات داخلية للتزلج، ومتحفي لوفر وغوغنهايم. ولا يمكن أن تكون حراً حقاً إذا كنت تشاهد أناساً يتعرضون للاضطهاد، ولا يمكنك الاحتجاج، أو تقديم يد المساعدة”.

وختم البغدادي حديثه للصحيفة البريطانية بالقول: “إن من السهل إلهاء الصحافيين الغربيين، حيث يتم استدعاؤهم لناطحة سحاب تطل على طريق سيارة ذات ستة ممرات، ويتم تعيين وزيرة للسعادة ووزير للتسامح، وبذلك قد ينسَوا أن على الإمارات أن تدعم وتحمي حرية الرأي والتعبير، وأن تجعل الجميع مسؤولاً أمام القانون، بغض النظر عن الرتبة أو المكانة”، مؤكداً أن على الإمارات “إلقاء نظرة فاحصة على معاملتها للأجانب، والعنصرية المتفشية في سجونها، وإجراء محادثات حول آثار سياستها الخارجية المزعزعة للاستقرار”.