الولايات المتحدة/ نبأ – قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الصورة التي شهدتها السعودية في العام 2015م “تعد مقلقة للغاية للشعب الذي اعتاد على الازدهار الذي يغذيه النفط”.
وأضافت الصحيفة أن الرؤية للرياض “أصبحت قاتمة بشكل متزايد، خاصة مع انخفاض أسعار النفط، والذي يرجع سببه إلى رغبة الحكومة السعودية في منافسة إيران، التي تتقدم بقوة على حساب المملكة”.
وأشارت إلى أنه “تحت ضغط كبير استجاب السعوديون بطرق لا يمكن التنبؤ بها لمصالح واشنطن، التي قد تتعارض معهم في بعض الأحيان”، موضحة أنهم “شنوا هجوماً عسكريّاً مكلفاً في اليمن، وبرغم ذلك فشلوا فيه، وبعدها دعموا تنظيم “القاعدة” هناك لمحاربة “أنصار الله”، كما أن المملكة أعدمت عالم الدين المعارض السعودي نمر النمر، وابتعدت الرياض عن لبنان، وعلقت مليارات الدولارات من المساعدات للجيش اللبناني”.
وقالت الصحيفة إن “هذه هي السعودية التي سيتوجه إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما غداً (يوم الخميس 20 أبريل/نيسان 2016م)، فهو ذاهب إلى هناك من دون مشاركة صغيرة لقلق هذه الدولة، حيث قال العديد من صناع السياسة في المملكة إن أوباما ومنذ فترة طويلة لا يشاركهم المصالح الإقليمية للدولة”، لافتة إلى أنه “بعد انتقاده السعوديين ووصفهم بالفرسان الأحرار في الشهر الماضي (مارس/آذار 2016م)، تصلبت هذه الشكوك نحو الخوف من أنه قد يقوض المملكة”.
وترى “نيويورك تايمز” أن أوباما “قد يحاول استغلال زيارته لإصلاح العلاقات، ولكن يبقى عدم وضوح العلاقة مع الرياض أمراً أضعف العلاقات التي تربط السعودية والولايات المتحدة منذ فترة طويلة، حتى لو تمكن من إصلاح الضرر”.
وقال الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق للمملكة في الولايات المتحدة، للصحيفة: “الأمر مقلق لنا حال انسحاب أميركا إلى الوراء”، مضيفًا “لقد تغيرت أمسركا، كما أننا تغيرنا، وبالتأكيد نحتاج للمحاذاة وضبط مفاهيمنا بشأن بعضنا بعضًا”.
وتوضح “نيويورك تايمز” أن الأمر “محفوف بالمخاطر بالنسبة للسعوديين وسط مواجهتهم لتحديات اقتصادية وسكانية، فضلًا عن المخاوف الاستراتيجية والأمنية. فمحليًّا يواجه العديد من الشباب السعودي مشاكل كثيرة، خاصة بعد انخفاض أسعار النفط، والذي دفع الحكومة لرفع الأسعار، وقوض نظام الرعاية الاجتماعية. وإقليميًّا هزمت إيران السعودية، خاصة في سوريا. وعلى الصعيد العالمي انحرفت واشنطن عن مسار العائلة السعودية المالكة”.
وفي هذا السياق، قال لوري بلوتكين، وهو زميل بارز في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، لـ”نيويورك تايمز”: “هناك عدد من العوامل تجمعت سويّاً في المنطقة وداخل البلاد، وخلقت تحدياً يهدد البيئة للسعوديين”، مضيفاً “السعوديون يشعرون أنهم تحت الحصار”.
وتلفت الصحيفة إلى أن المملكة “لم تكن لديها القوة العسكرية لحماية نفسها، لذلك فإن تحالفها مع الولايات المتحدة كان أمرًا ضروريّاً، وفوائده تعود على كلا الجانبين، حيث مقابل التدفق المستمر للنفط ومليارات الدولارات وتصنيع الأسلحة الأمريكية، تقوم واشنطن بحماية حليفتها من التهديد الخارجي، والسكوت عن ملف حقوق الإنسان”.
وتوضح الصحيفة أن العلاقات السعودية – الأميركية بدأت تهتز مع بداية الربيع العربي في عام 2011م، خاصة بعد تخلي واشنطن عن حليف السعودية الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. وفي سوريا رأى السعوديون ضرورة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكن مع مرور الوقت وظهور تنظيم “داعش” الإرهابي، أصبح من الواضح أن هدف أوباما محاربة “داعش” وليس الإطاحة بالأسد؛ مما أغضب الرياض”.
المصدر: موقع “البديل” الإلكتروني