الكويت/ نبأ- لن تكفي جولة واحدة أو بضع جولات لإحلال السلام في اليمن..الدرب طويلٌ والعثرات متعددة ومتنوعة رغم تفاؤل المبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي تفرد في وضع جدول أعمال المفاوضات، خلافاً لما اتفق عليه مع صنعاء.
منذ بداية المفاوضات التي جرت على الحدود بين الجانبين اليمني والسعودي، تكرست هدنة حدودية متماسكة إلى حدّ ما ترافقت مع تصريحات ذات نبرة تصالحية أطلقها المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام… هي مواقفُ تخدم إيجاد أرضية صالحة لوقف العدوان والانتقال إلى المفاوضات إلا أن السعودية، ورغم بحثها عن حلٍّ يحفظ ماء الوجه لم تقابل الجانب اليمني بإجراءاتٍ تمهّد الأرضية لمرحلة انتقالية متدرجة.. وهو أمرٌ دفع الوفد الوطني اليمني إلى تأخير التحاقه بمفاوضات الكويت التي كان من المفترض أن تنطلق يوم الاثنين الماضي..هي رسالة تنبيه إلى الطرف السعودي، مفادُها ضرورة السير وفق مقتضيات الخريطة العسكرية والميدانية.
في الحقيقة لا داعي لبحث مستفيض في أوراق العمل بشأنِ مفاوضات الكويت، لأن المفاوضات تبقى في النهاية ستكون انعكاساً لقوة الميدان وللخارطةِ العسكرية والسياسية على الأرض.
الوفد الوطني طلب من الجيش اليمني واللجان الشعبية البقاء على جاهزية تامة.. وهو ما يعني التحفّز لأيّ مفاجآت قد تفرزها صعوبات التفاوض، ولعلّ التعقيد هو أول ما تشهده هذه الاوراق.
لن يكون اقتناع ولي ولي العهد محمد بن سلمان بضرورة وقف العدوان كافياً من دون دفعه أيضاً إلى الاقتناع بضرورة إيجاد خريطة طريق للخروج من الحرب التي أمر بشنها من دون خطة عسكرية أو أهداف قابلة للتحقق. وحتى ذلك الحين؛ فإنّ اليمنيين يدركون أن الثّبات على الميدان يجب أن يكون جنباً إلى جنب مع الصّمود في المفاوضات.