عكا: مسحراتي مسيحي يحيي التراث ويساعد أخوانه المسلمين

فلسطين المحتلة/ نبأ – لشهر رمضان في فلسطين وجه آخر من الرحمة يتجلى في مدينة عكا الساحلية.

منذ سنوات يوقظ صوت المسحراتي ميشيل أيوب وطبلته قبيل ساعات الفجر النيام إلى سحورهم. أيوب مسحراتي مختلف إذ أنه مسيحي يريد مشاركة المسلمين شهرهم المبارك.

بدأ يسحر أهل بلدته المكر في شمال مدينة عكا وبلدة الجديدة المجاورة، ثم انتقل قبل 13 عاما لايقاظ الناس في مدينة عكا القديمة.

يصطحب المسحراتي معه صبيا عربيا يدعى احمد الريحاوي من أصول افريقية، ويتناوب معه على الضرب على الطبلة الصغيرة مناديا سبحان الحي القيوم، وينتهي من التسحير مع اذان صلاة الصبح.

يتفنن ميشيل في إرتجالات إبتهالية تشعر الناس بالخشوع والسعادة، ويحرص على أن يكون قبل الوقت المحدد لبدء عمله، كي لا يتاخر على الناس. يؤكد ميشيل أنه يحاول أن يحيي التراث وأن يمنعه من الإنقراض، كما أنه ينتظر رمضان ليساعد أخوانه من المسلمين في تحمل صيام الشهر الفضيل.

العكاويون يلاقون تطوع ميشيل لهذه المهمة بالترحيب، ويردون على صيحاته ومواويله حين يمر في حاراتهم، ومنهم من يخرج إلى الشرفات لإعلامه بأنهم استيقظوا للسحور.

يعبر ميشيل خلال جولته كل أزقة مدينة عكا الكنعانية القديمة التي أسست قبل الميلاد بثلاثة الاف سنة، ويحيطها سور قديم جدد بناءه الحاكم الفلسطيني في العهد العثماني ظاهر العمر الزيداني في القرن الثامن عشر.