السعودية / نبأ – إنتهت المهلة الممنوحة من قبل السعودية والإمارات والبحرين لإمارة قطر لتنفيذ بنود وثيقة الرياض من دون التوصل إلى أي اتفاق، إخفاق يفتح الباب واسعا أمام تصعيد خطير من شأنه تعميق الشرخ الخليجي والإنزلاق بالأزمة إلى متاهات أشد تعقيدا مما هو حاصل اليوم.
ما كان متوقعا وقع، إنتهت مهلة الأسبوع من دون التوصل إلى أي اتفاق يعالج الأزمة الخليجية المستفحلة منذ مارس الماضي، ليس هذا فحسب، بل إن المفاوضات انتهت بحرد قطري وفق ما ذكرت وسائل إعلام سعودية. ونقلت الأخيرة عن مسؤول خليجي كبير قوله إن قطر رفضت التوقيع على التقرير النهائي للجنة المكلفة بمتابعة اتفاق الرياض، كما نقلت عنه قوله إن المسؤولين القطريين أكدوا خلال إجتماعات اللجنة أنهم نفذوا كل المطلوب منهم، وأضاف المسؤول الخليجي أن السعودية والإمارات والبحرين طلبت تحويل الأقوال القطرية إلى أفعال، متابعا أن هذا الطلب أغضب حكام الدوحة ودفعهم إلى رفض التوقيع على التقرير.
مصادر وسائل الإعلام السعودية نفت أن تكون هناك لائحة من العقوبات سيجري الإعلان عنها، مؤكدة أنه لم تتم مناقشة ذلك. ولم تستبعد في الوقت عينه اتخاذ خطوات عقابية مستقبلا طالما أن ملف الخروقات القطرية ما يزال قائما على حد تعبير المصادر. كما أكدت الأوساط السعودية أن المملكة ومعها الإمارات والبحرين لم تقرر حتى الآن أية سناريوهات مقبلة ردا على التعنت القطري، ملمحة إلى إمكانية مناقشة الخطوات اللاحقة في اجتماع وزاري سيكون خاصا بالخلاف الخليجي. فيما أكدت المنامة بدورها أنه ما يزال في أوجه، ومسؤول بحريني قال لصحيفة الشرق الأوسط إن قطر تواصل حتى هذه اللحظة تجنيس المواطنين الخليجيين.
وحتى ينقطع الشك باليقين تبقى التوقعات والترجيحات سيدة الموقف، مصادر خليجية توقعت اتخاذ إجراءات جماعية ومتدرجة ضد قطر، لافتة إلى احتمال خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي وإغلاق السفارات ووقف تبادل الزيارات الرسمية وغيرها من الإجراءات. في حين رأى أحد الأكاديميين الإماراتيين أن التحركات الدبلوماسية المتعددة تعطي إشارة إلى أن حل المشكلة مع قطر أصبح في حال استعصاء، مشيرا إلى أن الدوحة راهنت كثيرا على لعبة الوقت.
وتساءل: “إذا كان الخلاف لم يحل في أشهر فكيف يحل في بضعة أيام؟”، مستنتجا من ذلك ضرورة عدم التفاؤل بحل هذه الأزمة.
واعتبر الأكاديمي الإماراتي أن مشروع الإتحاد الخليجي ما يزال مطروحا، مستبعدا تدخل أطراف خارجيين لتقريب وجهات النظر بين قطر وخصومها الثلاثة. كما اعتبر أن التحالف القطري التركي سيستمر، مشيرا إلى أن الدوحة تفضل علاقاتها مع الإخوان المسلمين على حساب السعودية ودول الخليج الأخرى.
بالنتيجة، لا جديد في أفق الأزمة الخليجية إلا مزيد من التوتر، الذي ينذر بما هو أكبر من سحب السفراء ويضع دول مجلس التعاون أمام مفترق طرق لم تواجهه منذ ثلاثين عاما.
(تقرير دعاء علي)