اليمن/ نبأ- وكالات- يصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الخميس، إلى العاصمة العمانية مسقط، في إطار جهود أممية تسعى لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقالت مصادر سياسية يمنية للأناضول، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالتصريح لوسائل الإعلام، إن المبعوث الأممي سيعرض على الوفد الوطني، العالق في مسقط منذ 6 أغسطس الماضي، "تصورًا لحل النزاع" اليمني، يشمل الاتفاق على هدنة لمدة 72 ساعة.
وفي التاسع من أغسطس الماضي، علّق التحالف السعودي، الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي بشكل تام؛ بسبب ما وصفها بـ"ظروف الحرب الراهنة"، قبل أن يتراجع ويستثني الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
ووفقا لذات لمصادر، فإن الأمم المتحدة والدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا) تضغط من أجل استئناف وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل الماضي، وتعرض للانهيار مع رفع مشاورات الكويت في 6 أغسطس الماضي، بعد فشلها في التوصل إلى سلام بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 90 يوما.
ويحمل المبعوث الأممي خطة دولية لحل النزاع كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أواخر أغسطس/آب، عن بعض ملامحها، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها "أنصار الله" والمؤتمر الشعبي، وانسحابهم من صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث، لم يتم الافصاح عنه.
وخلافا للجولات الماضية، لن تتجاوز الجولة المرتقبة عدة أيام، حيث لن تشهد مفاوضات بين طرفي الصراع، بل توقيع اتفاق سلام تم الإعداد له بكثافة منذ رفع مشاورات الكويت، والاتفاق على ملامحه النهائية، وفقا للمصادر.
وتشترط الأمم المتحدة أن يسبق ذلك اعلانا رسميا من الجانبين بالتزامهم بالهدنة لمدة 72 ساعة، مع أنباء عن"موافقة مبدئية" من الحكومة اليمنية، بعد لقاءات جمعت الرئيس النتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي مع المبعوث الأممي.
وشهدت الأيام الماضية، حراكا بلوماسيا رفيع المستوى من أجل حل الأزمة اليمنية؛ إذ التقى المبعوث الأممي في نيويورك هادي، ووزير خارجيته، عبد الملك المخلافي، وناقش معهما مقترح لحل الأزمة يتضمن هدنة لمدة 72 ساعة، فيما قام اللواء محمد سليمان فرغ، المستشار العسكري لولد الشيخ، بزيارة للعاصمة الرياض من أجل الاتفاق على الهدنة.
وقالت مصادر أممية للأناضول، إن إحدى المستشارات السياسيات لولد الشيخ نفذت زيارة غير معلن عنها إلى العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، والتقت قيادات من حركة "أنصار الله" والمؤتمر الشعبي.
وأشارت المصادر إلى أن مستشارة ولد الشيخ وصلت إلى مطار صنعاء الدولي على متن طائرة أممية، مع استمرار حظر الرحلات التجارية للمسافرين من قبل التحالف السعودي منذ التاسع من أغسطس/آب الماضي.
ورجحت مصادر أن يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء خلال الأيام القادمة، والسماح للوفد الوطني بالعودة للتشاور مع قياداتهم حول الصيغة النهائية للحل.
ومع السماح للوفد الوطني بالعودة والتحركات السياسية، يتوقع مراقبون أن الحل السياسي للأزمة اليمنية قد نضج أكثر من أي وقت مضى.
وتصاعدت حدة النزاع في البلد المضطرب، مع فشل الجولة الثالثة (21 أبريل إلى 6 أغسطس الماضيين) من المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة بين طرفي الأزمة اليمنية، الأولى في جنيف منتصف يوليو 2015، والثانية في مدينة بيال السويسرية منتصف ديسمبر الماضي، والثالثة في الكويت (21 إبريل الماضي وحتى 6 أغسطس/آب)، لكنها فشلت جميعا في تحقيق السلام بين طرفي الصراع.
وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فضلا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.