إلغاء دور المطاوعة.. الإصلاحات الاجتماعية في خدمة بن سلمان


السعودية/ نبأ- لم تعد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دائرة حكومية كاملة القدسية بعد أن قرر محمد بن سلمان إدخال تغييرات لتحقيق إصلاحات اجتماعية، بما فيها الحد من صلاحيات رجال الهيئة. تحوُّل المشهد الداخلي في السعودية هذا، يخدم سعي ولي ولي العهد الشاب لكسب ثقة أصدقاء المملكة في الغرب محققاً نقطة إضافية لصالحه على حساب غريمه محمد بن نايف، بعد أن وجد أن الشريعة السائدة انقلبت على المملكة على شكل جاستا واتهامات وانتقادات..

لا أحد في المملكة السعودية أو ممن سبق وزراها يجهل الشرطة الدينية المعروفة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لا يمكن أن تسير في شوراع المملكة أو أسواقها أو مراكزها التجارية من دون أن تلتقي الرجال الملتحين بلباسهم الأبيض القصير.

يملك عناصر الهيئة المدعومة من النظام السياسي الحاكم حق التدخل في تحركات الأشخاص وتصرفاتهم تحت ذريعة النهي عن المنكر وفرض الرقابة الأخلاقية والدينية.

نتيجة الأخطاء المتكررة شهدت المملكة جدلا دائما حول ضرورة إصلاح الهيئة والحد من سلطاتها. في أبريل الماضي أصدر مجلس الوزراء قرارا حدد عددا من الضوابط التنظيمية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقتها، أعلنت الحكومة السعودية أنه لم يعد ممكنا للمطاوعة ملاحقة الأشخاص أو اعتقالهم بل عليهم إبلاغ رجال الشرطة عن أي مخالفة يلحظونها ويتوجب عليهم معاملة النساء وارجال على حد سواء برفق ولين والحد من سلوكهم القاسي. يعادل القرار تهميش دور الهيئة وإلغاء نفوذها في المجتمع السعودي.

أثارت الخطوة الرسمية جدلا واسعا في المملكة ولم تلق قبول ولا دعم المؤسسة الدينية. ترصد مجلة إيكونومست الأميركية التبدل في المشهد الاجتماعي في السعودية خلال الأشهر الستة الماضية.

رجال الهيئة الذين يقدر عددهم بخمسة آلاف اختفوا من الأماكن لعامة في الرياض. الآن تشعر النساء أن بإمكانهن ارتداء العباءات الملونة ووضع طلاء الأظافر من دون أن يطاردهم المطاوعة في مراكز التسوق كما تقول الناشطة والكاتبة فوزية البكر.

كانت الأمور فوضوية وبلا رقيب قبل أن تضع القرارات الحكومية حدا للمشاغبين. الخطوات التطويرية التي فرضها مجلس الوزراء شكلت ضرورة لتغيير صورة المجتمع السعودي أمام الحلفاء في الغرب. تغيير مهم يناسب ولي ولي العهد.

خلال مقابلته التلفزيونية الأولى تحدث محمد بن سلمان عن ضرورة إعطاء المرأة دورا أكبر في المجتمع السعودي خاصة في ما يتعلق بالنشاط الاقتصادي. لكن ملامح التبدل الاجتماعي تغضب المؤسسة الدينية ذات التأثير القوي في السعودي.

في يونيو الماضي كشف المغرد السعودي المعروف باسم مجتهد أن أخبارا تسود في أوساط المحسوبين على القطاعات الدينية عن أن بن سلمان أخبر المعترضين على تنظيم الهيئة الجديد أن الهيئة في طريقها للإلغاء الكامل وقال بالحرف أن كل شيء سيصبح مسموحا في السعودية.