اليمن/ نبأ- خياران أمام السعودية أحلاهما مر، أما أن تلتزم بالهدنة التي أعلنت من لندن قبل أيام، أو أن تستمر في إنهاء الهدنة كما سابقاتها. أما بالنسبة لليمنيين، فالرسائل قد وصلت سابقاً براً وبحراً، بأنهم قادرون على الاستمرار مهما بلغ جنون العظمة السعودي، فضلاً على تحركات القبائل التي تتوالى على اعلان النفير العام.
هل ينهي التحالف السعودي حربه على اليمن قريبا؟ سؤال يدور التوجه الغربي حاليا في فلك الإجابة عنه.
صحيفة الفورين بوليسي الأمريكية ترى أن جنون العظمة بات منذ فترة طويلة أساس السياسات السعودية في اليمن، مستشهدة بنصيحة 1953 عندما كان الملك عبد العزيز آل سعود على فراش الموت وقال: “لا تدعوا اليمن يتحد”.
مؤخرًا تبدو المؤشرات كثيرة على عدم الرضى الغربي على السعودية. فرغم محاولات التغطية الأمريكية البريطانية عن جرائم الحرب السعودية المرتكبة في اليمن، لا يسهّل الحليف السعودي هذه المهمّة أبدا..
لتأتي مجزرة مخيم العزاء في صنعاء الأخيرة وتقلب الرأي العام الغربي على صناع القرار السياسيين حول ضرورة إيقاف صفقات التسليح بالمملكة والشروع في تحقيقات بالجرائم التي ارتكبتها السعودية بحق الشعب اليمني.
هذه الضغوط ترجمت بإصرار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على إحراج نظيره السعودي على الملأ وانتزاع تأكيد منه بالتزام بلاده بالهدنة.
الأمم المتحدة بدورها، صعبت المهمة على السعودية باتهامها مباشرة بتعمد ارتكاب مجزرة صنعاء، ضاغطة لجهة فرض وقف إطلاق نار شامل في اليمن ومساعي مبعوثها الأممي لتمديد الهدنة التي تنتهي السبت.. وهو مطلب، يتماهى مع المطلب الأساس لحركة أنصار الله ومعها القوات اليمنية كافة.
وفيما لا توحي المعطيات بإنفراجات قريبة للأزمة اليمنية، تظهر إلى السطح معطيات من شأنها أن تقلب الحسابات السعودية رأسا على عقب.
تحركات القبائل الأخيرة، تشكل ركيزة أساسية في هذه الحسابات السعودية.. فإعلان قبائل خولان الطيال النفير العام ضد مجازر التحالف السعودي، واستجابة قبيلتي نهم صنعاء وسنحان لهذا النفير، من شأنه أن يشكل ورقة ضغط على السعودية اذ ما تحول هذا النفير إلى إعلان حرب ضدها نظرا للثقل العسكري والبشري الذي تمثله هذه القبائل..
حسابات أخرى، توليها السعودية لجهة حدودها الشمالية، في ظل فشلها بعد 18 من الحرب بإيقاف التقدم اليمني في جيزان ونجران وعسير. يقابله فشل قواتها الموالية بإحراز أي معادلة على الجبهة الداخلية.