تبدو صدمة الرياض واضحة من خلال ردة فعل المسؤولين السعوديين والإعلام الرسمي على فوز المرشح دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، ما يهدد تاريخاً من التحالف إذا ما بقي الملياردير الجمهوري على مواقفه التي أعلنها خلال حملته الانتخابية.
على وقع الصدمة من وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، توالت التصريحات السعودية المهنئة والمترقبة للعهد الجديد. تهنئة لا تُخفي مخاوف الرياض من الرئيس الجديد.
الملك سلمان بن عبد العزيز أول من أبرق إلى ترامب معرباً عن تطلعه وأمله تطوير وتعزيز العلاقات التي وصفها بالتاريخية والوثيقة بين البلدين في كافة المجالات، فيما لم تكن توفر الصحافة السعودية مناسبة الا وتخرج أثقالها من مقالات وتقارير وآراء ضد ترامب الضال والكافر الذي دأب على مصارحة المملكة.
وفي أول رد رسمي على تصريحات ترامب التي أدلى بها حول المملكة خلال حملته الإنتخابية، شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أن الرياض حليف قوي لواشنطن، ورفض تصريحات ترامب التي أشارت إلى الاعتماد السعودي التام على الولايات المتحدة، مشيراً إلى دورها خلال حرب الكويت.
الوزير السعودي رأى أن تصريحات الحملات الانتخابية تختلف بعد وصول الشخص إلى المنصب ومعرفته كامل الحقائق؛ معتبراً أن نظرته إلى الأمور تتغير وفقاً للحقائق وتقدير حقيقة العلاقات.
أما رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال فعقب على الإنتخابات مهنئاً ترامب بفوزه ومتجاهلاً الخلافات السابقة التي ظهرت إلى العلن قبل نحو عام.
وكان الوليد بن طلال قد وصف ترامب بأنه عار، وطالب بانسحابه من سباق الرئاسة بعد تعهد الأخير بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
ورد ترامب على ذلك بإعتبار أن الأمير الذي يريد أن يتحكم في السياسيين الأميركيين بالأموال لن يستطيع أن يفعل ذلك عندما يدخل البيت الأبيض رئيساً.
تؤكد التصريحات السعودية أن وصول ترامب فاجئ الساسة الذين كانوا يتأملون بعهد جديد يحد من تصدع الحلف التاريخي بين البلدين.
إلا أن التصريحات تكرس واقع أن النظام السعودي لا زال يبني الكثير من الآمال على فهم مغاير للعلاقات بين البلدين سيبنيه ترامب بعد إكتشافه دهاليز البيت الأبيض.
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إنه مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لا يمكن لأي دولة أو تحالف عالمي أن يعتمد على واشنطن كحليف قوي.
الصحافي الأميركي البارز ماكس فيشر، أشارت إلى أن السبب هو السياسة الخارجية الضبابية وغير الواضحة لـترامب، وموقفه الغريب من العديد من القضايا، مشيرة إلى أنه حتى الأمور الواضحة في سياسته قد تتغير بين عشية وضحاها وهو ما يجعل واشنطن حليف لا يعتمد عليه الآن.
وخلص فيشر في تحليله إلى أنه على الحلفاء قبل الخصوم أن يبحثوا من الآن عن بديل آخر قوي غير أمريكا، يعتمدون عليه في المستقبل.