تسعى السعودية لإصلاح سوق النفط قبل طرح اكتتاب أرامكو مطلع العام المقبل، لكن سلاحها النفطي لا يبدو مفيداً في اجتماع "أوبك" المقرر في الثلاثين من نوفمبر الحالي، بسبب المنافسة مع طهران وبغداد.. ما يجبر المملكة على تقديم تنازلات.
سناء إبراهيم
على أعتاب اكتتاب شركة أرامكو مطلع العام المقبل، تجهد السعودية لاصلاح السوق النفطي بما يؤمن مصالحها، ويحافظ لها على مكانتها كأكبر منتج للذهب الأسود في دول منظمة "أوبك"، في وقت تؤكد كل من العراق وايران عدم ممانعتهما للتوصل إلى اتفاق خفض الانتاج ولكن ليس على حسابهما.
التجاذبات السياسية التي تسوقها الرياض داخل أوبك، لم يعد له التأثير الأكبر كما السابق، بسبب تحركات طهران وبغداد، وفق ما لفتت شبكة "بلومبرج" الأميركية، اذ أوضحت أن ثاني وثالث المنتجين في "أوبك"، يضخون ربع ما تنتجه المنظمة، حيث يسعيان لنفض آثار العقوبات والحروب عنهما.
ومن المقرر أن يجتمع اعضاء المنظمة الأسبوع المقبل لإقرار توزيع حصص الإنتاج، من أجل استقرار السوق العالمية، ما قد يساهم في إحداث توازن بين العرض والطلب وبالتالي ارتفاع سعر برميل النفط.
الى ذلك، أشار موقع "ستراتفور" إلى أن الهوة المتسعة بين الأعضاء على النقاشات حول حجم الانتاج سيؤثر في عدم التوصل إلى أي اتفاق، خاصة ان اعتماد المنظمة على مصادر لا تثق ببياناتها إيران والعراق، مشيرين إلى أن بياناتها غير دقيقة، لافتاً إلى أن الرياض تحاول الالقاء بثقلها عبر حجم انتاجها النفطي المتزايد على المنظمة للتوصل إلى اتفاق بأي شكل من الأشكال.
أضف إلى ذلك، فإن السعودية لم يعد لديها القدرة على التأثير في السوق النفطي كما السابق، فقدرتها تضاءلت على الرغم من إنها لا تزال أكبر مصدر للنفط وثاني أكبر الدول انتاجاً، بحسب ما أوضح تقرير لمجلة فوربس.