بينما يسطّر الجيش السوري خطوط انتصاراته في الأحياء الشمالية لشرق حلب، يعمل وزير الخارجية الأميركية جون كيري على خط الوساطة مع روسيا لحماية الجماعات التي تدعمها واشنطن في سوريا قبيل وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة.
سناء ابراهيم
مع استعار نيران المعارك على الجبهة الشرقية لمعركة حلب لصالح الجيش السوري وفقدان الجماعات المسلحة لأماكن سيطرتها، يسابق وزير الخارجية الأميركية جون كيري الوقت للتوصل إلى تسوية مع روسيا فيما يتعلق بتطورات المعركة، قبل مغادرة إدارة الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض.
بشكل سريع تهاوت المجموعات المسلحة في مدينة حلب، ما مكّن الجيش السوري من استعادة أحياءً استراتيجية في المدينة، حتى خسرت المجموعات المسلحة كافة المناطق شمال الأحياء الشرقية، بعد سيطرة الجماعات الإرهابية لأعوام، إلا أن التكتيكات الروسية والسورية التي عملت على تصديع الجبهة الداخلية للمجموعات المسلحة في شرق حلب في استراتيجية لعزل المسلحين عما تبقى من سكان في شرق حلب، أتت نتائجها، فضلاً عن أن الهدن التي تككر إعلانها في المدينة أدت إلى إحداث شرخ بين المجموعات المسلحة والبيئة الحاضنة لهم.
إلى ذلك، فإن سقوط مساكن هنانو شكّل النقطة الأساسية لسقوط حلب عسكرياً، إذ تعتبر الشهباء الثقل الأكبر في موازين المعركة على أرض سوريا بالكامل، والسيطرة عليها سيقضي على حلم الجماعات المسلحة بالتمدد؛ غير أنها انهارت وانكسرت على وقع تضافر التكتيكات العسكرية والسياسية، التي يحاول الوزير الأميركي الاستفادة من وقته للدخول على خطها بالتعاون مع الروس اللاعب الأساس في المعركة، حيث يجهد كيري بالتواصل المستمر مع نظيره الروسي للتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء حصار حلب، وفق ما نشرت صحيفة "واشنطن بوست".
الصحيفة لفتت إلى أن كيري يبذل جهداً ديبلوماسياً غير مسبوق في شأن حلب تخوّفاً من قرارات الرئيس المنتحب دونالد ترامب، الذي من المحتمل أن يتوصل إلى اتفاق مع موسكو يتخلى فيه عن المعارضة والجماعات المسلحة ويضع الولايات المتحدة على نحو مباشر إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، وأوضحت أن الاستراتيجية الحالية لواشنطن تقوم على حصر المفاوضات بحلب فقط وتوسيع حجم المشاركين فيها لتشمل السعودية وقطر وتركيا وفي بعض الأحيان إيران.