باستمرار تعلن الداخلية السعودية عن قوائم بالنشطاء المطلوبين متهمة إياهم بارتكاب أعمال إرهابية وقتل عناصر شرطة، كما هو الحال بالإعلان عن إحباطها لعمليات إرهابية يخطط داعش لتنفيذها داخل المملكة، وهو الذي يتبنى عمليات قتل رجال الأمن السعوديين.
هبة العبدالله
عيون داعش على المملكة السعودية .. أهداف عسكرية وأمنية واقتصادية بعيدة المدى للتنظيم الإرهابي. ووفقاً لما أعلنته الداخلية في مايو العام الماضي، فإن الهدف الأبعد للتنظيم هو تقسيم المملكة إلى خمس مقاطعات.
تقول مصادر أمنية سعودية إن عدد السعوديين الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش تجاوز الثلاثة آلاف، 760 منهم عادوا إلى المملكة وبادر بعضهم إلى تسليم نفسه، والبعض الآخر تم القبض عليه خلال العمليات الأمنية، في حين لا يزال أكثر من 2240 سعوديًّا منضمين ومؤيدين لداعش في سوريا.
في الفترة الممتدة من منتصف العام الماضي كانت السعودية قد تعرضت لأكثر من ثلاثين عملية إرهابية بينها ست عمليات نوعية استهدفت مساجد في المنطقة الشرقية وسابعة استهدفت مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير وثلاث عمليات متزامنة استهدفت جدة والمدينة المنورة والقطيف.
في مارس العام الماضي أصدر المكتب الإعلامي لولاية بركة التابع لداعش محاضرة دعوية موجهة إلى مناصري داعش في السعودية غير القادرين على الالتحاق بالتنظيم تضمنت تحريضاً صريحاً على قتل الأقارب والأهل بدعوى المعروف والنصرة، وتطبيقاً للشريعة.
نطاق التجنيد في خلايا داعش داخل السعودية غير محدود. يعتمد التنظيم على تجنيد الأطفال وصغار السن عبر وسائل التواصل الإجتماعي لإعتناق الفكر التكفيري ويحرضهم على قتل أقاربهم كعمليات رمزية لتمدد التنظيم وتوسيع نشاط أفراده واستهداف رجال الأمن كاستراتيجية أساسية لإثبات حضوره.
يستفيد داعش السعودية في نشاطه الرمزي من مجنديه الجدد وخصوصاً المبتدئين منهم والمتحمسين لتعزيز حضوره الإعلامي والإيحاء بأن التنظيم موجود في السعودية ومتماسك وقوي وقادر على الإستمرار في عملياته كما أن لديه إمكانيات لزعزعة الأمن وإحداث الفوضى.
ورغم الإعلانات المتكررة للداخلية السعودية الإطاحة بخلايا إرهابية على صلة بداعش وتبني التنظيم العمليات التي استهدفت ضباطا ورجال أمن ونقاطا عسكرية إلا أن الداخلية السعودية تستثمر الخروقات الأمنية والعمليات الإرهابية في استهداف نشطاء المنطقة الشرقية وتشويه نشاطهم المطلبي السلمي.