توفي ثلاثة مواطنين خلال الأمطار والسيول التي شهدتها منطقتا الرياض ومكة المكرمة، وحوصر المئات، فيما تتوالى التقارير التي تكشف الكثير حول الفساد في البلاد.
دعاء محمد
مع بداية كل شتاء، تغرق شوارع السعودية في سيول الفساد والمحسوبيات.
قتلى ومصابين وأضرار مادية جسيمة تخلفها الأمطار التي تسقط على مناطق مختلفة من البلاد في كل عام، تعيد إلى الواجهة مشاريع بمليارات الدولارات كانت الحكومة قد أعلنت عن تنفيذها في البلاد.
وبعد سنوات على بدء التحقيقات بسيول جدة التي ذهب ضحيتها المئات وما أكدته حول تورط مسؤولين حكوميين فيها، تتوالى التقارير حول تفشي الفساد الإداري في البلاد.
مصادر صحفية كشفت أن المباحث الإدارية في إحدى المناطق تتحرى عن مخالفات بشأن توظيف أقارب لبعض أصحاب المناصب الإدارية في فرع لوزارة البيئة والزراعة والمياه.
وأشارت المعلومات إلى مسؤولا بارزا في أحد فروع الوزارة جرى استجوابه مع عدد من المسؤولين على خلفية قضايا فساد إداري، وسوء استعمال للسلطة، وتحقيق مصالح شخصية عقب رصد عدد من المخالفات في الإدارة.
وأحيل عدد من المتهمين في قضايا إلى المحاكم الشرعية بعد أن حررت هيئة التحقيق والادعاء العام لوائح اتهام ضدهم، بينها التورط في توظيف بعض أقارب مسؤول عن طريق مدير سابق لشؤون الموظفين.
وكانت هيئة مكافحة الفساد قد أعلنت نتائج التحقيق الذي قامت به حول توظيف نجل الوزير خالد العرج بطريقة غير نظامية.
التحقيقات قادت إلى اكتشاف مخالفات مشابهة في 10 وزارات هي الإسكان، والنقل، والإعلام، والصحة، والتجارة، والعمل والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد والتخطيط.
وفيما لا زالت الشوارع تغرق مع كل شتاء، تطرح التساؤلات حول إمكانية الكشف عن جذور الفساد في البلاد، بعيدا عن تسليط الأضواء على فساد الموظفين الصغار؟