كيفما تجولت في السعودية يبدو جلياً فشل الحكومة السعودية في الخدمات العامة من قطاعات الكهرباء والماء والصحة والاتصالات والأعمال.. شواهد على معاناة المواطن السعودي الذي لا يتلقى غير الإعلانات المزيفة عن مشاريع اقتصادية ضخمة.
هبة العبدالله
أعلنت السعودية مطلع الأسبوع الحالي إرساء وافتتاح العديد من المشاريع في المنطقة الشرقية كجزء من المنظومة التنموية والتطويرية والإنمائية في السعودية. لكن نهاية هذه المشاريع متوقعة بناء على تجارب سابقة، استثمار كبير في الإعلام والإعلان وتباطؤ في التخطيط والإنجاز وتغيير في وجهة المشاريع ومكانها. الخدمات السيئة إلى حد مخجل في مملكة النفط تدفع للتساؤل عن مآل هذه المشاريع والأموال الضخمة التي تصرف عليها.
لا تملك الحكومة السعودية خطة واضحة لتقليص عدد المباني الحكومية المستأجرة وزيادة نسبة تملكها لمواقعها وفروعها على الرغم من أن قيمة بعض المباني الحكومية المستأجرة أقل من تكلفة الاستئجار بما يستنزف جزءا كبيرا من موارد الدولة.
وغالبا ما تكون المباني المستأجرة عبارة عن مساكن خاصة داخل أحياء سكنية مكتظة لا تتوافر فيها مواقف مناسبة للموظفين والمراجعين ولا تكون مجهزة لتقديم الخدمات المطلوبة كما في المستشفيات والمدارس الحكومية.
وعلى المستوى الخدماتي يعاني المواطنون من سوء الخدمات التي تقدمها الشركات والمؤسسات الحكومية، كما في مؤسسة الخطوط السعودية وشركة الإتصالات وشركة الكهرباء التي لا توازي خدماتها الدخل المادي الكبير الذي تجنيه.
الانتقادات كثيرة تطال نشاط شركة الإتصالات السعودية أيضا بسبب ضعف شبكة الأنترنت وانقطاعها المتواصل، وهو ما يثير استياء المشتركين في خدمات الإتصالات السعودية ويدفعهم للمطالبة بخدمة مميزة وأسعار متوازنة لكن تجاهل الشركة لمطابهم وعدم إيجاد حلول لتحسين سرعة الإنترنت تغضبهم.
مشروعات خدماتية كالطرق تقول إن المملكة تخسر سباق التنمية المستدامة والتوسع العمراني. خلل واضح في إجراءات تنفيذ الشوارع والطرق الرئيسة حيث تستمر معاناة السعوديين اليومية مع المطبات الصناعية والحفر التي تتسبب في تشويه الشوارع وتعطل حركة السير ووقوع الحوادث.
مدن وقرى عدة بمحافظة القطيف وخاصة سيهات تعاني من مشكلة فيضانات الصرف الصحي التي تحاصر منازل المواطنين الذين يغادرون منازلهم ويعودون إليها وسط المياه الآسنة.
رغم محاولات السعودية طمأنة مواطنيها وتخديرهم بالإعلان المتواصل عن مبالغ ضخمة ستصرف على مشاريع استثمارية واقتصادية وتنموية إلا أن لغة الشارع السعودي والانتقادات الموجهة للدولة على ضوء تردي الخدمات العامات يؤشر إلى أن المملكة السعودية دخلت مرحلة خدمية صعبة.