تشارك رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في قمة الدول الخليجية في المنامة، حيث أكدت أنها ستعمل على توثيق العلاقات التجارية.
تقرير دعاء محمد
على وقع المداهمات والإعتقالات المستمرة بحق النشطاء في البحرين، وبالتزامن مع مضي السعودية في إصدار أحكام الإعدام وفي عدوانها على اليمن، يعقد قادة الدول الخليجية في المنامة قمتهم التي تستضيف رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي.
ورغم أن ماي إدعت أنها لن تتجاهل الملف الحقوقي خلال الزيارة إلا ان حقوقيون إستبعدوا أن يتم طرح الإنتهكات التي تقوم بها السلطات على الطاولة.
منظمة العفو الدولية أشارت إلى انه لا شك في غياب حقوق الإنسان عن جدول أعمال القمة، خاصة التي تطال النشطاء والمعارضين ومنتقدي الحكومات تحت مسمى الأمن.
مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا رندا حبيب أوضحت أنه لطالما أبدى حلفاء دول مجلس التعاون في الغرب، بما في ذلك المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، تردداً في إدانة تفشي انتهاكات حقوق الإنسان في الخليج.
حبيب إعتبرت أنه آن الأوان كي يتوقف حلفاء دول مجلس التعاون عن منح التعاون الاقتصادي والأمني الأولوية على حساب حقوق الإنسان، مشددة على ضرورة أن لا تهدر تيريزا ماي أن فرصة إثارة هذه القضايا.
وبالتزامن مع زيارتها، شنت القوات البحرينية اليوم (الثلاثاء)، حملة من مداهمات في عدد من المناطق في البحرين، وذلك عشية انعقاد القمة الخليجية التي أعلنت قوى معارضة رفضاً لها ولمشاركة رئيسة الوزراء البريطانية فيها.
وشهدت بلدة المالكية غرب البلاد، حملة المداهمات امتدت باتجاه بلدة صدد التي تمركزت القوات الأمنية عند مدخلها.
وفي بلدة عالي، وسط البلاد، اقتحمت القوات البلدة لليوم الثاني على التوالي، وأغلقت مداخلها للحيولة دون خروج فعاليات احتجاجية.
ومساء أمس، أغلقت القوات النفق الرابط بين بلدتي عالي وبوري بالحواجز الإسمنتية، وذلك في سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تطويق الاحتجاجات المتوقعة خلال قمة مجلس التعاون.
من جهته، اعتبر السيد مرتضى السندي، المعارض البحريني البارز، أنّ أشبه تجربة للمنامة هي التجربة الصهيونية في فلسطين.
السندي، وفي حوار مع وكالة تسنيم للأنباء، أكد أن الأحكام المغلظة التي يصدرها النظام ضد أبناء الشعب البحريني والاعتقالات التعسفية والتعذيب، تأتي في إطار خطة النظام، وهي إرعاب الشعب و المواطنين من خلال الحكم عليهم باحكام مطولة ومبالغ فيها بشكل كبير من أجل إدخال حالة من اليأس في المجتمع.
وتعد بريطانيا حليفاً أساسياً للدول الخليجية حيث أن البحرين تستضيف أسطولها الخامس، كما أنها تساعد السعودية في عدوانها على اليمن وأثبتت التقارير إستخدام أسلحتها فيه.
إضافة إلى ذلك كانت تقارير حقوقية قد أكدت ان الشرطة البريطانية وقعت عقدا لتدريب نظيرتها في الرياض التي تعد المسؤولة مباشرة عن قمع المتظاهرين السلميين.
ورغم أن أصواتاً بريطانية رسمية تصدح بين الآونة والأخرى دعما لحقوق الإنسان وإنتقادا للإنتهاكات إلا أنها لا تتعدى كونها لعبا على حبلي المصالح والقيم، أما الأولويات فأبرز وجوهها المشاركة في قمة المنامة.