إنتهت الآمال التي كان قد عقدها كل من النظام المصري والسعودي للصلح، بعد فشل عقد قمة في أبو ظبي ما جعل القاهرة تبحث عن خيارات بديلة، ودفعها لتكون ملفاً أولوياً على طاولة دول مجلس التعاون في المنامة.
تقرير دعاء محمد
إستقبال رسمي وشعبي حاشد كان في إنتظار الملك سلمان بن عبد العزيز مع وصوله إلى الدوحة قبل إنطلاقه إلى البحرين للمشاركة في القمة الخليجية المرتقبة.
الإستقبال أثبت أن الدول الست تنتظر قمة المنامة مدركة أن المنطقة الملتهبة تحتاج خطوات جدية تحمي وجود الأنظمة بعيداً عن نار الخلافات تحت الرماد التي كان النظام المصري فتيلها على مدى سنوات.
من العراق إلى سوريا واليمن مروراً بتطورات لبنان وليبيا وصولاً إلى مصر، ملفات عدة تحتاج موقفا موحداً يدرك أهميته الملك سلمان الذي جال بين الدول الخليجية مستبقاً القمة.
الإعلام السعودي الرسمي سلط الأضواء على القمة معتبرا أنها تهدف إلى زيادة التعاون الأمني والإقتصادي، كما إعتبر أنها تمهيداً لقيام الإتحاد الخليجي الفعلي رغم العراقيل التي تواجهه.
مراقبون أشاروا إلى أن عثرات عدة تواجه الترويج الذي حظيت به القمة وأهدافها، فبالتوازي مع التباين الخفي في وجهات النظر حول ملفات عدة، تترأس مصر هرم القضايا المطروحة.
وكان الملك سلمان قد كرس الخلافات مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد رفضه اللقاء به على هامش إحتفالات العيد الوطني الإماراتي.
إلغاء القمة في أبو ظبي أكد أن السعودية لم تعد تريد لعب دور العراب للنظام المصري، الذي يتجه إلى تمركز جديد تجاه موازين القوى في المنطقة.
مراقبون أشاروا إلى أن الموقف السعودي أتى في ظل التقارب المصري مع روسيا والإشارات الإيجابية التي أطلقها تجاه الولايات المتحدة منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة.
تنبؤ تحركات القاهرة بأنها تتجه عكس التيار السعودي وبالتالي الخليجي في ملفات سوريا والعراق واليمن كما أنها باتت تبحث عن دور في معادلات عالمية بين روسيا وأميركا لا تحتاج فيها إلى الرياض.
وفيما يحاول نظام السيسي تأمين إستمراريته أكثر مما تريد الدول الخليجية، باتت مصر ملفاً صعباً يضاف إلى مجلدات القضايا التي تواجه القمة الخليجية في المنامة وما ينتظر منها.
وبعد فشل أبوظبي في إذابة جبل الجليد بين القاهرة والرياض، أكدت وسائل إعلامية أن العلاقات المصرية – الإماراتية دخلت هي أيضاً منعطفاً خطيراً إثر تحفظ الرئيس عبد الفتاح السيسي على مطلب إماراتي بأن يلعب الفريق أحمد شفيق دوراً سياسياً خلال المرحلة المقبلة.
ونقلت الصحف عن مصادر مطلعة رد الفعل الإماراتي على رفض السيسى مشاركة شفيق كان غاضباً، وأكدت أنها وصلت حد التهديد بإيقاف الدعم المالي للنظام المصري.
المصادر رجحت تقلص المعونات الإماراتية إلى الحد الأدنى خلال المرحلة المقبلة في ظل تعرض أبو ظبي لضغوط شديدة من قبل السعوية التي رفضت وساطة إماراتية لعقد قمة ثلاثية في أبو ظبي.
وفي إشارة على انعدام النوايا الحسنة في إعادة المياة إلى مجاريها بين مصر والخليج، ربط عدد من الإعلاميين المصريين الجولة الخليجية التي يقوم بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على الدول الخليجية بتعمده عدم لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الإمارات قبل أيام.
وأشار صحفيون إلى أن وصول الملك إلى قطر تزامن مع بث قناة الجزيرة فيلم العساكر الذي إعتبرت القاهرة أنه أهان الجيش المصري، كما وضعوا الجولة السعودية ضمن محاولات الحشد ضد النظام المصري.
وسائل إعلامية مصرية سخرت من ولي ولي العهد محمد بن سلمان ودعته إلى أن يكون طموحه داخل حدوده التاريخية والجغرافية.
وفي سياق الدور الكويتي المتجدد في دول الخليج، اعتبر نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله أن القمة الخليجية تأتي في ظل ظروف استثنائية ودقيقة وغير طبيعية، وتبحث الكثير من القضايا وفي مقدمها قضية الإرهاب والأوضاع الاقتصادية في دول المجلس.
وأمام فشل الامارات في اتمام المصالحة، أشار الجار الله إلى أن بلاده على استعداد للتدخل الايجابي في موضوع الأزمة بين القاهرة والرياض، معتبراً أنها تسعى دائماً لتصفية الأجواء العربية وامتصاص أي احتقانات.
وأشار الوزير الكويتي إلى أن زيارة الملك سلمان المنتظرة الخميس المقبل ستكون زيارة تاريخية ستركز على العلاقات بين البلدين.