على الرغم من التحذيرات المتواصلة من مناهج التعليم السعودية ذات النفس الوهابي وتأثيرها الذي تُرجم على شكل عمليات إرهابية في المملكة، يخرج أحد أعضاء “هيئة كبار العلماء” ليدافع عن المناهج التعليمية، مستنكراً اتهام الوهابية بنشر الإرهاب.
سناء ابراهيم
في وقت تعلو صرخة العالم بتوجيه الاتهامات إلى السعودية بنشرها ودعمها للفكر الارهابي المتطرّف، يحاول أحد أعضاء “هيئة كبار العلماء” التملّص من الاتهامات، بزعم أن المناهج التعليمية في المملكة خالية من الأفكار التكفيرية، بالتزامن مع إقرار وزارة الداخلية بارتفاع الهجمات الإرهابية داخل البلاد بسبب الجماعات الإرهابية.
ولا ينفك أعضاء الهيئة ورجال الدين في المملكة من استغلال منابرهم على الدوام بهدف توجيه الاتهامات جزافاً ومحاولة تبرير فتاواهم التكفيرية والتحريضية، فضلاً عن دفاعهم المستميت عن المناهج التعليمية، متناسين اليد الطولى لهم في إدخال الأفكار المتشددة على المناهج والكتب الدراسية، فضلاً على المذكرات التفاهيمة للتعاون بينهم وبين وزارة التعليم، التي تفتح لهم المجال أكثر في تكريس الأفكار التي يريدونها.
فقد استنكر عضو الهيئة واللجنة الدائمة للإفتاء المثير للجدل صالح الفوزان ما يوجه إلى مناهج التعليم من اتهامات، مهاجماً بشدة من يتهمون تلك المناهج بأنها مسؤولة عن نشر التطرف والتكفير. واعتبر الفوزان، خلال محاضرة بعنوان “مسؤولية الشباب تجاه دينهم ووطنهم” عقدت في جامعة الإمام، أن هذه الاتهامات “غير مقبولة”، داعياً المنتقدين إلى “تبيان هذه الأخطاء لإزالتها من الكتب والمناهج”.
وعلى الرغم من محاولة الفوزان غسل يد الوهابية من التطرف، إلا أنه استمر في منهج رفض وتكفير الآخر بتعابير طائفية، إذ وصف كل من يتهم الوهابية بتصدير الفتاوى المتشددة، أو من يستهزئ بمن وصفهم ولاة الأمر والحكام، بأنهم “يدخلون ضمن فئة الخوارج”، مضيفاً أنهم “مهزومون” و”سيرجع وبالهم عليهم”، معتبراً في الوقت نفسه أن “الواجب يكمن في الدعاء لولي أمر المسلمين وطاعته”.
تزامن كلام الفوزان مع إعلان وزارة الداخلية عن حجم الهجمات الارهابية التي تعرضت لها المملكة في السنوات الماضية، والتي جاءت بسبب انتشار الإرهاب والتطرف. وكانت السعودية قد تعرضت لأكثر من 128 هجمة إرهابية في السنوات الماضية، في وقت كثرت الانتقادات الدولية من المنظمات والنشطاء للمملكة بنشر وتصدير الإرهاب إلى العالم.