تتسارع إنجازات الجيش السوري في السيطرة على المناطق في أحياء حلب الشرقية نتيجة انهيار المجموعات الإرهابية وتخبطهم بعد فتح الجيش محاور عدة من الاتجاهات كافة.
تقرير سهام علي
مساء الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2016م، كرّت سبحة الانهيارات في صفوف المسلحين في أحياء حلب الشرقية. لم يكن الانهيار الكبير وليد ساعته بل نتيجة ضغط نفسي وعسكري كبير يمارسه الجيش السوري وحلفاؤه في تلك الأحياء.
وجاءت الاستعادة السريعة لأحياء المدينة القديمة في حلب بسبب عوامل عدة، أبرزها يتعلق بالخلافات الداخلية في صفوف المسلحين، حيث سلّم عدد منهم نفسه فيما انسحبت مجموعات كاملة من دون قتال إثر هروب قادة تلك الفصائل نحو أحياء بعيدة من خطوط التماسّ.
وبعدما سيطر الجيش السوري على حي الشعار وانطلق منه نحو قلب مدينة حلب وصولاً إلى القلعة، تهاوت الأحياء تباعاً، ليستعيد مع القوات الحليفة له أحياء: باب الحديد، باب النصر، الجديدة، كرم الجبل.
كما تمكن الجيش من السيطرة على “جب القبة” و”الصفصافة” جنوباً، وفرض سيطرته الكاملة على المنطقة بالتوازي مع تقدمه من المحور الجنوبي الشرقي وسيطرتها على أحياء “المرجة” و”الصالحين”، مما ضيق الخناق أكثر على الفصائل الإرهابية.
دائرة المعارك تتركز حالياً في “الشيخ سعيد” من الجهة الجنوبية ومحور بستان القصر، حيث تمكن الجيش من تحقيق تقدم في اتجاه “حي الزبدية”، وإذا تمكن الجيش من السيطرة عليه سيكون “حي بستان القصر” أبرز معاقل “جبهة النصرة” تحت مرمى نيران الجيش بشكل كامل.
وتوحي حال التخبط التي تعيشها الجماعات المسلحة في الأحياء الشرقية بأن الانهيار سيتواصل خاصة في الأحياء التي يضغط عليها الجيش السوري. وبحسب المعلومات، فإن بعض الفصائل تسعى إلى التفاوض مع الجيش لكن “جبهة النصرة” ترفض ذلك.
وفي حين يواصل الجيش تأمين الأهالي والعائلات الخارجين من الأحياء الشرقية المحاصرة وتأمين مراكز ايواء والرعاية الصحية اللازمة لهم، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية في كامل محاور أحياء حلب الشرقية، حيث لم يبقَ للمسلحين سوى أحياء “الكلاسة” و”بستان القصر” و”الأنصاري” و”المشهد” و”السكري” و”الزبدية” و”صلاح الدين” و”كرم الدعدع” و”الشيخ سعيد” من أصل 45 حي.