تمثّل استعادة الموصل عاجلاً أم آجلاً إعلان القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق على يد القوات العراقية، بينما تنتظر واشنطن اكتمال الثمرة لدس السم فيها مع موعد القطاف.
استطاعت الحكومة العراقية وقوات “الحشد الشعبي”، على مقربة من اختتام الشهر الثاني من انطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى من “داعش”، تحرير مناطق مختلفة من سيطرة التنظيم، في وقت تحاول واشنطن استغلال الظروف التي تمر بها البلاد لتحقيق مآرب تخدم مصالحها وتستعيد إرث استعمارها للعراق التي لم تخرج منه إلا عسكرياً منذ عام 2003م.
جهدت القوات العراقية لتركيز عملياتها على مدينة الموصل باعتبارها آخر قلاع “داعش” في بلاد الرافدين، ساعية إلى تحريرها ضمن عمليات “قادمون يا نينوى”. يأتي ذلك مع بروز أهداف ومصالح الولايات المتحدة التي تعمل على تحقيقها، عبر مشاركتها في عمليات تحرير الموصل عبر “التحالف الدولي” المقرر أن يؤازر جوياً العمليات الميدانية للقوات العراقية المشتركة على الارض.
وأشار مراقبون إلى أن واشنطن تحمل عدداً من الأهداف المهمة وتسعى إلى تحقيقها في عمليات تحرير الموصل، ولعل رفع معنويات الجماعات الارهابية بعد الهزائم التي تعرضت لها في الفلوجة اول الأهداف، مشيرين الى أن واشنطن تلعب بورقة هذه الجماعات وتعتمد عليها من أجل المحافظة على مصالحها ولن ترضى أبدا بالقضاء على هذه الجماعات بالكامل وخسارة ورقتها، إضافة إلى أن “داعش” شكّل حجة بقاء نفوذ واشنطن في بغداد والقضاء عليه يهدد هذا النفوذ وهو ما لا تريد أن تخسره.
أضف إلى ذلك أن واشنطن تعمل على مشروع تقسيم العراق أحد أول الاهتمامات الاميركية في المنطقة ومدينة الموصل جزء أساس من التقسيم، فضلاً عن أن واشنطن تجهد ناحية عدم اتساع النفوذ الإيراني في المنطقة، وتزعم أن توسع دور “الحشد الشعبي” في الموصل من شأنه أن يوسّع نفوذ طهران، من جهة، ومن جهة أخرى، فإن استخدام الأكراد كورقة ضاغطة في المرحلة اللاحقة، وهي تجهد الآن في دعمه، وهو ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر قبل أيام بعدما قدم ملايين الدولارات والسلاح النوعي للوحدات العسكرية الكردية.
ولكن على الرغم من كل الأهداف إلا أن الأداء الأميركي في عمليات تحرير الموصل يمكن وصفه بالثبات، وفقاً لمراقبين، حيث أن الدعم الجوي لا يُشهد أي تغيير إيجابي في الدعم المقدم للقوات البرية المشاركة في العملية، بل تعرضت مقرات القوات العراقية لهجمات جوية.