تقابل السعودية الدعوات والخطوات الإيرانية الساعية إلى مواجهة الجماعات التكفيرية والتطرف بمزيد من التجييش ضدّها وإلصاق الاتهامات الزائفة بها، من أجل تقديمها للعالم على أنها عدوّ ويجب مواجهته.
تقرير سناء ابراهيم
في وقت تستضيف إيران 60 دولة من دول العالم لإحياء أسبوع الوحدة الإسلامية عبر المؤتمر الدولي الذي يحمل عنوان “الوحدة وضرورة التصدي للجماعات التكفيرية”، تستكمل دول مجلس التعاون وفي مقدمتها السعودية جهودها لصبّ سيل من الاتهامات على طهران من أجل أرهبتها وتصويرها كعدو للدول العربية أمام العالم، على الرغم من محاولات إيران التخفيف من حدة التوتر خصوصاً مع المملكة.
بدت رسائل إيران واضحة بالتزامن مع إعلان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن بلاده نقلت رسالة دول مجلس التعاون إلى إيران في ما يتعلق بالحوار معها، إلا أنه لم يتم تحديد موعد حتى الآن.
وأكد الجارالله أن بلاده نقلت الرسالة إلى إيران من أجل الحوار، والتي كلفت الكويت بإيصالها باسم دول المجلس خلال القمة الخليجية التي عقدت أخيراً في البحرين، موضحاً أنه حتى الآن لم يتم تحديد موعد لأية لقاءات مباشرة ولكن الاتصالات مستمرة مع الجانب الإيراني.
وتزامن كلام الجار الله مع مؤتمر الوحدة الدولي المنعقد في إيران بمشاركة 300 شخصية من مختلف دول العالم، حيث تم التأكيد على الجهود الإيرانية المبذولة لتوحيد صفوف الأمة الإسلامية ودرء المخاطر الإرهابية والفتن المذهبية التي تواجهها، وسط غياب السعودية عن مشهد الوحدة ومقابلتها رسائل الإيجاب من طهران بالرفض، آخرها دعوة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني لتشكيل تحالف إقليمي يضم إيران والسعودية يوم الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2016م التي تم رفضها على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، الذي طالما يلقي فيها الاتهامات جزافا على المسؤولين الإيرانيين، على الرغم من النهج الطائفي والتحريض المستمر الذي تمارسه المملكة ضد إيران.
وتتقاطع المواقف الخليجية مع ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة “سي بي أس” الأميركية يوم الأحد 11 ديسمبر/كانون الول بأن “عداء دول الخليج لإيران ينعكس تقارباً مع إسرائيل حد التحالف”، الأمر الذي أضاء عليه “مركز أبحاث الأمن القوميّ” الإسرائيلي في تقريره الأخير.
ويحذر الإيرانيون من أن تصوير الجمهورية الإسلامية على أنها عدو هو مؤامرة بريطانية أميركية إسرائيلية، بحسب تصريح الأمين العام لـ”المجمع العالمي التقريب بين المذاهب” الشيخ محسن الأراكي في المؤتمر الدولي الـ30 للوحدة الإسلامية.
ومرّ توتر العلاقات بين طهران والرياض بمراحل متعددة، إلا أن نيرانه استعرت منذ أحداث الربيع العربي ودخول قوات “درع الجزيرة” إلى البحرين، مصحوبة بالاتهامات ضد إيران. ومع بدء الأحداث في سوريا والدعم المادي والعسكري للجماعات المسلحة، اشتد التوتر على وقع المعارك الدائرة منذ سبع سنوات.
وذهب العدوان على اليمن، محطة أخرى للتوتر بين البلدين، وما تضمنها من اتهامات بدعم إيران لجماعة “أنصار الله”، العلاقة بينهما على حافة الهاوية، غير أن إقدام السعودية على إعدام الشيخ نمر باقر النمر رمز الحراك السلمي، أودى بهذ العلاقات حد القطيعة.