تكثر التحركات العسكرية لتحالف العدوان السعودي في محيط تعز حيث خسائرها المادية والبشرية. لم يترجم إعلان انطلاق معركة السيطرة على المحافظة الجنوبية بعد على الأرض، وهو تأخر لا يصب في مصلحة قوى العدوان التي كان مسار الحرب سيتغير لمصلحتها لو سيطرت على المحافظة ذات الأهمية الاستراتيجية.
تقرير هبة العبدالله
لم تتقدم قوى العدوان بعد في اتجاه تحقيق إنجاز عسكري في تعز. كثُر الكلام عن إمكانية حسم المعركة سريعاً لمصلحتها، لكن التحركات العسكرية على خريطة تحالف العدوان كانت بطيئة جداً هناك.
وأطلقت القوى الموالية للعدوان السعودي، منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016م، عملية عسكرية في تعز خسرت فيها الكثير من الدماء مع سقوط مئات القتلى في عدد من المواقع العسكرية والنقاط الاستراتيجية، حيث لم ينجز أي حسم لقوى العدوان.
وأكدت مصادر عسكرية أن وحدات الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” نجحت في استعادة تبة الدفاع الجوي في منطقة بير باشا بالكامل بعد معارك ضارية استمرت لساعات، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.
وبحسب المصادر الواردة من الميدان، فقد لقي ما لا يقل عن 23 مسلحاً مصارعهم في المواجهات التي شملت منطقة عصفيرة ومنطقة جرة وتبة الدفاع الجوي. وأشارت المصادر إلى تمكن وحدات الجيش و”اللجان” من تدمير آلية عسكرية بالقرب من التبة السوداء، كما شاركت وحدات المدفعية باستهداف تجمع للمنافقين جنوب “اللواء 35” في منطقة بير باشا موقعة إصابات مباشرة في صفوف المرتزقة.
تطل المناطق الغربية لتعز، التي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 256 كيلومتراً، على البحر الأحمر، كميناء المخا الذي يقع على منفذ بحري استراتيجي والذي يعتبر حلقة وصل جغرافية في محافظة الحديدة الساحلية، ما يمنح المحافظة أهمية استراتيجية بالغة ويجعلها نقطة ارتكاز كبير في العمليات العسكرية.
وتسهل سيطرة القوى الموالية للعدوان على المحافظة الجنوبية من عملية السيطرة على كامل الساحل اليمني والمنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر وعلى كل المنافذ الأخرى على خليج عدن وبحر العرب.
وتقول مصادر سياسية إن دولاً في تحالف العدوان السعودي تضغط كثيراً لحسم معركة تعز، نظراً إلى أهميتهما الاستراتيجية كحلقة وصل بين الشمال والجنوب. وتحوِّل السيطرة على تعز، لو حصلت، إلى بوابة انطلاق وقاعدة عسكرية للعمليات القتالية في محافظات الشمال في اتجاه صعدة وصولاً إلى صنعاء.