في مسار معلن انطلقت عجلة العلاقات المصرية السورية راسمة خط تحوّل جديد للقاهرة ودمشق في تمتين الثنائية والتعاون بينهما على الصعد كافة، على عكس ما تمر به العلاقات السعودية المصرية من توتر يتصاعد يوماً تلو الآخر.
وفي سياق تطور التواصل بين القاهرة ودمشق، حط رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك في زيارة هي السابعة من نوعها في غضون شهرين، وفق ما كشفت مصادر مطلعة في القاهرة.
تقرير سناء ابراهيم
في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر في العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، تكشف مصادر مطلعة عن زيارات متكررة لرئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك إلى القاهرة لبحث سبل مكافحة الإرهاب، وفتح أبواب لعودة العلاقات السورية المصرية.
ووصل المملوك إلى القاهرة على رأس وفد أمني رفيع المستوى يوم الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2016م واستمرت زيارته لثلاثة أيام، وفق ما كشفت مصادر مطلعة في مصر فضّلت عدم الكشف عن اسمها، مشيرة إلى أن الزيارة “تضمنت مباحثات موسعة مع مسؤولين مصريين في إطار التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية”.
وبحسب المصادر، تناولت المباحثات رغبة مصر في فرض دور محوري لها في التقارب بين “المعارضة” والحكومة السورية، إضافة إلى استمرار تبادل المعلومات الاستخبارية عن المصريين الذين انضموا إلى الجماعات المسلحة، والتي تقاتل في سوريا حيث تلقوا تدريبات عسكرية وبدأوا بالعودة إلى القاهرة.
ويرى مراقبون أن ارتفاع وتيرة التواصل بين القاهرة ودمشق يشي ببلورة جديدة للعلاقات على جوانب متعددة، من المرجح أن تعود الثنائية بين الدولتين إلى ما كانت عليه قبل الأزمة في سوريا وبداية حكم “الإخوان المسلمون” في مصر الذي أطاح به الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرين إلى أن فتح سفارة دمشق مجدداً في القاهرة يبدو أنها أولى الخطوات العملية على الأرض، خاصة أن العلاقات بين البلدين تسارعت تطوراتها في الآونة الأخيرة. ففي وقت تعثّرت العلاقة فيه بين الرياض والقاهرة على خلفية تصويت مصر في مجلس الأمن لمصلحة قرار روسي بشأن سوريا، وهو ما اعترضت عليه السعودية واعتبرته معارض لتطلعاتها من الأزمة السورية.
كما أقدمت المملكة على حرمان القاهرة من الشحنات النفطية المتفق عليها بين البلدين، وهي خظوة رفعت منسوب التوتر بين البلدين، وتبعها تهديد غير مباشر من الرياض للقاهرة بقطع العلاقات الاقتصادية معها، إلا أن الأخيرة بقيت على مواقفها.
ويفهم المتتبع لسير علاقات مصر الخارجية بشكل جلي السياسة المصرية الهادفة إلى رسم خريطة جديدة في مسيرة علاقاتها الخارجية، ولعل الزيارات المتكررة للواء مملوك تصبّ في هذه الخانة، بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية المصرية سامح شكري قبل أيام على ثوابت الموقف المصري تجاه الأزمة السورية والذي يتمثل بضرورة إطلاق العملية السياسية للتوصل إلى تسوية شاملة ونهائية للأزمة في هذا البلد.