أخبار عاجلة
المعلم ولافروف وظريف خلال وصولهم لعقد مؤتمر صحافي بعد اجتماعهم في موسكو، الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2016م

ما بعد حلب في إعلان موسكو: مكافحة الإرهاب والدفع بالحل

تهميداً لمرحلة ما بعد حلب، عُقد اجتماع روسي إيراني تركي في موسكو نجح في تجاوز النقاط الخلافية بين الأطراف الثلاثة ليؤسس لمرحلة عمادها مكافحة الإرهاب والدفع بالحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية. وهو اجتماع لم يخلُ من رسائل مبطنة لكل من الولايات المتحدة ودول الخليج.

تقرير مودة اسكندر

فشلت عملية اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف بتحقيق أحد أهدافها المتمثل بعرقلة التقارب الروسي التركي، فجاء الرد عليها بالإصرار على عقد الاجتماع الثلاثي التركي الروسي الإيراني حول سوريا.

وعُقد الاجتماع الذي ضمّ كلاً من وزراء الخارجية الروسي والتركي والإيراني بالتوازي مع اجتماع لوزراء دفاع البلدان الثلاثة، وخرج بإتفاق حول “خريطة الطريق” تحدد كيفية إيجاد حل سياسي للازمة السورية.

وبالرغم من التباين الذي يميّز مواقف العواصم الثلاث، ركز البيان على التقاطعات المشتركة، ليطلق المبادرة لاحتضان مفاوضات سوريّة في كازاخستان مدعومة بمبادرة لتوسيع وقف إطلاق النار. كما حمل في مضامينه تحولاً في نظرة الأطراف لحل الازمة، إذ ركز على أولوية مكافحة الإرهاب من دون الحديث عن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وبمعزل عن البيان المشترك، لم يخف الاجتماع الثلاثي علامات الاختلاف. فالوزير التركي مولود جاويش أوغلو اعتبر في مؤتمر صحافي عقب إعلان البيان أن وقف اطلاق النار “يجب أن يشمل جميع الأطراف مستثنيا منه “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”، داعياً إلى قطع الدعم عن المجموعات الوافدة إلى سوريا مثل “حزب الله” والمجموعات الأخرى”.

ولاقى الموقف التركي ردّا إيرانياً مباشراً، إذ أوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده “تحترم مواقف أنقرة، بما في ذلك موقفها من “حزب الله”، لكن هذا الموقف ليس مشتركاً بيننا”، فيما بادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول إن مكافحة الارهاب “لا تحتمل المعايير المزدوجة”، موضحاص أن المجموعات الإرهابية هي تلك التي حددها مجلس الأمن بـ”داعش” و”النصرة”.

وعقب انتهاء اللقاء الثلاثي، أشار نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إلى أن بلاده “أبلغت جميع الأطراف المعنيين بنتائج لقاء موسكو الثلاثي، بما فيها فرنسا والصين والولايات المتحدة”.

وحمل الاجتماع في طياته رسائل متعددة، فهو استبعد الولايات المتحدة التي سرعان ما ردت للتهوين من شأن غيابها عن المحادثات، فصرحت وزارة خارجيتها بأن اللقاء “ليس تجاهلاً على الإطلاق، بل جهد آخر لمحاولة التوصل إلى سلام دائم في سوريا”.

وأقر مسؤولون أميركيون بأن التطورات الأخيرة أظهرت بأن موسكو هي من يتحكم في الأمور، وصرح مسؤول مسؤول لـ”رويترز” بأن “خلافاتنا مع تركيا بشأن الأكراد ووجهات نظرنا بشأن شمال سوريا تخلق فجوات يستغلها الروس”.

وكان لافتاً للانتباه الإقصاء العربي من قبل الاجتماع، خاصة للسعودية وقطر الممولتان الأساسيتان بالمال والسلاح للمعارضة المسلحة السورية.