اختار دونالد ترامب الرئيس الأميركي المنتخب ديفيد فريدمان ليكون السفير الأميركي المقبل في كيان الاحتلال، وقد وعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس كرمز إلى اعتبار الولايات المتحدة القدس العاصمة الأبدية والموحدة لكيان الاحتلال.
وقد رفض ثمانية رؤساء أميركيين سابقين اتخاذ هذه الخطوة وظلت السفارة في تل أبيب لتجنب المساس بنتائج المفاوضات حول مستقبل القدس بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وسيكون ذلك هزة عنيفة في السياسة الأميركية إذا نفذت الإدارة الجديدة هذه الخطة كما يقول بروس ريدل في موقع “بروكينغز” الإلكتروني.
ويضيف ريدل أن رد الفعل السعودي على تعيين فريدمان “جاء هادئا حتى الآن، مما يشير إلى أن الملك السعودي (سلمان بن عبد العزيز) ينتظر ليرى ما سيأتي بعد ذلك وسيعطي الوقت للفريق المقبل للنظر بعناية في قرارهم بشأن القدس. وربما يتوقع السعوديون أن يكون لمرشحي الرئيس المنتخب لمنصب وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس وجهة نظر مختلفة.
ومن المرجح أن تيلرسون وماتيس يفهمان الآثار الإقليمية لتغيير السياسة الأميركية تجاه القدس وماذا يمكن أن تكلف هذه الخطوة المصالح الأميركية في هذه المنطقة الأكثر اضطرابا في العالم. وبرأي ريدل، فلدى السعوديين بالفعل “قلق كبير آخر مع سياسات الإدارة المقبلة. وهو يتعلق بقانون “جاستا” (العدل ضد رعاة الإرهاب) الذي أقره الكونغرس في خريف عام 2016م رافضا فيتو (الرئيس الأميركي باراك أوباما”.
ويسمح قانون “جاستا” بمقاضاة مسؤولين سعوديين لتورطهم المزعوم في هجمات القاعدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001م. وكان السعوديون قد قاموا بتسوية هذه المسألة منذ سنوات بعد تقرير رسمي للجنة خلصت إلى عدم وجود أدلة ذات مصداقية على ضلوع الحكومة السعودية.