أوضح مراقبون استراتيجيون أنه لا يوجد مؤشرات إلى حدوث انفراج سياسي قريب في اليمن، مشيرين إلى أن المواجهات والمعارك تعود إلى واجهة التطورات، وبصورة أعنف عما قبل.
تقرير سهام علي
لا تزال عملية السلام في اليمن قيد أروقة النقاشات الديبلوماسية، بعد انتكاس خارطة الأمم المتحدة المعدلة التي وافق عليها عبدربه منصور هادي، يوم الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2016م، والتي لايزال موقف حركة “أنصار الله” منها سلبياً.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه الأعمال القتالية مستمرة في المحافظات اليمنية كافة، تبقى آفاق السلام مسدودة أمام الحلول السلمية التي يتحدث عنها المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وحول اجتماع يجري الترتيب له في الأردن أيضاً، مؤكداً أن هذا الاجتماع سيكون “اجتماعاً سياسياً لاقتراح خطط سلام في اليمن”.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي أن بلاده “تلقت طلباً من اللجنة الرباعية لاستضافة ورشة العمل للجنة التهدئة والتنسيق لوقف إطلاق النار، وأنها ستنظر في الطلب، ولم يتم اتخاذ قرار بالموافقة بعد”.
يرى مراقبون أن هذه الجولة إذا ما تمت فلن تكون مختلفة عن سابقاتها، ما دامت المعادلة العسكرية على هذه الحال. وكشفت مصادر رسمية يمنية أن هادي وافق على صيغة جديدة معدلة من خارطة الطريق التي قدمها ولد الشيخ، وأوضحت المصادر أن التعديلات استندت إلى نتائج اجتماعات وزراء خارجية الرباعية الدولية في الرياض، والتي تضم السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة والإمارات.
وكان ولد الشيخ قد قال، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2016م، إن مبادرته التي قدمها بشأن اليمن هي “الطريق الوحيد للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع القائم”، إلا ان وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أكد قبل أيام مضت، خلال لقائه مع نظيره السعودي عادل الجبير، أن المبادرة المقدمة من الأمم المتحدة بشأن اليمن “ليست نهائية”.
وتوقع متابعون عودة الجمود بشكل كبير إلى الجهود الدولية بشأن الملف اليمني، مع انشغال الولايات المتحدة بتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد دونالد ترامب، إذ أن الولايات المتحدة ستنشغل تماماً عن اليمن وستتفرغ لترتيبات الإدارة الجديدة، وهناك ملفات أولية ومهمة بالنسبة إليها ليس اليمن من ضمنها وهي تتعامل معه كملفٌ شبه منعدم في تصريحات ترامب النارية.