تبدي السعودية ترحيباً بالحجاح الإيرانيين لموسم الحج المقبل، بعد موسمين عاصفين، سياسياً وأمنياً. فبعد “عام الكوارث” من “رافعة الحرم” إلى كارثة تدافع الحجاج في منى، غاب عن موسم الحج الماضي الحجاج الإيرانيين والسوريين واليمنيين، في تسييس واضح للفريضة الدينية من قبل الإدارة السعودية.
تقرير هبة العبدالله
بينما لم تقفل بعد قضية رافعة الحرم المكي، فُتح من جديد ملف ترتيبات الحج بين السعودية وإيران بدعوة وزير الحج والعمرة السعودية محمد بن صالح بنتن إيران إلى حضور الاجتماع الذي تعقده وزارة الحج والعمرة السعودية مع وفود شؤون الحج في دول العالم، لبحث ومناقشة ترتيبات حجاجهم الذين سيقدمون لأداء الحج خلال عام 1438هـ.
لم تجر الأمور بصورة حسنة خلال التحضير لموسم الحج الماضي والذي كان شاهداً على فصل جديد من فصول الخلاف السعودي الإيراني، فقد غاب الحجاج الإيرانيون للمرة الأولى منذ عام 1987، وفتح ذلك ساحة جديدة للشقاق بين الدولتين.
وفي أوائل مايو/أيار 2016م، أعلنت “مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية” أن مواطنيها لن يؤدوا فريضة الحج هذه السنة، متهمة السعودية بوضع العراقيل ومنع الإيرانيين من التوجه إلى بيت الله الحرام.
وتفاقم توتر العلاقات بين السعودية وإيران عقب حادثتي رافعة الحرم وتدافع منى، ووجهت إيران من بين دول إسلامية عدة الاتهامات إلى السعودية بالمسؤولية عن مقتل آلاف الحجاج ترافق مع عودة الدعوات للعالم الإسلامي إلى إيجاد حل لإدارة السعودية لمناسك الحج وهو ما يقلق الأخيرة.
ثم تحدث وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنتي عن “تعامل سعودي فاتر وغير مناسب” إزاء وفد إيراني جاء للتفاوض مع الجانب السعودي بخصوص منح تأشيرات للإيرانيين، وغادر المملكة من دون التوصل إلى أي اتفاق. وقد اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية السعودية بتسييس الحج وعدم تنفيذ واجباتها في تأمين أمن الحجاج الإيرانيين وسلامتهم وعرقلة إصدار التأشيرات للحجاج الإيرانيين.
قبل أيام قليلة من انطلاق موسم الحج الماضي، اشتدت الحرب الكلامية بين الطرفين. رد مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ على دعوات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي إلى إيجاد حل لإدارة الحرمين الشريفين بسبب سلوك السعودية، بتكفير الإيرانيين وإخراجهم من الإسلام.