من السعودية إلى العواصم العربية ثم الأوروبية والأميركية، انطلقت المسيرات والفعاليات للمشاركة في موجة التضامن مع الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، في ذكرى استشهاده الأولى. دوى شعار “وما قتلوه” دوّى في عواصم العالم وحتى العالم الإفتراضي، الذي عجّ بالوسوم وخطب وصور الشيخ الشهيد، أيقونة الشهداء الأحرار في الجزيرة العربية.
وفي بيروت، أقيمت فعالية “وما قتلوه” الخطابية والإعلامية في قاعة الجنان في بيروت، يوم الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2017م، بحضور فعاليات رسمية وأهلية ودينية، تحدث خلالها عدد من الشخصيات السياسية والدينية.
من جهته، أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، هو علم من أعلام الجهاد في الجزيرة العربية”. وأكد الشيخ قاسم، في كلمة خلال الفعالية، أنّ الشيخ النمر “حمل قضايا الأمة في السعودية وفي فلسطين وفي كل بقاع الأرض”، مشيراً إلى أنّ خطاباته كانت متنوعة ولكنها “كانت تتمحور حول محور المقاومة”.
وأوضح الشيخ قاسم أنّ السعودية هي رأس حربة للظلم من خلال الاستبداد الذي تمارسه داخل المملكة وعلى دول الجوار.
من جهته، أكد محمد النمر، نجل الشيخ الشهيد، أن والده لطالما “طالب بحقوقه وحقوق غيره بالكلمة الطيبة، إلا أن أصحاب الكلمة السيئة لا يستطيعون مجابهة الكلمة بالكلمة، بل بالقوة أو بالرصاص”.
وأشار النمر، في كلمة متلفزة، ألقاها في الفعالية، بمناسبة الذكرى السنوية لإعدام والده، إلى أن ما قام به الأخير “يشبه ما قام به الإمام الحسين (ع) أمام الحاكم الأموي يزيد بن معاوية”، وأن ذكراه “مخلدة كما ذكرى الإمام”. وشدد على أن “الشيخ الشهيد كان دائماً ينحاز إلى الحق ولم يخشَ دفع ثمن مواقفه ونصرته للمستضعفين”.
من جهته، اعتبر منسق عام “جبهة العمل الإسلامي” في لبنان الشيخ زهير الجعيد، في كلمته، أن وقوف الشيخ نمر النمر بوجه السلطات السعودية بكلمة الحق تسبب في مقتله.
من ناحيته، أكد المعاون الأمين العام لـ”حركة النجباء لشؤون الأديان والتقريب” الشيخ يوسف الناصري، في كلمته، إنه لم يتفاجأ لرؤية الشيخ النمر على الإعلام في حالة الطمأنينة.
وقال المسؤول الإعلامي في “منتدى البحرين لحقوق الانسان” باقر درويش أن تنفيذ عملية الإعدام للشيخ “تمت بسبب غياب الضغط الدولي وبدعم دول للسعودية كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة”.
وفي تصريح له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإعدام الشيخ النمر، اعتبر نائب الأمين لـ”جمعية العمل الإسلامي” في البحرين الشيخ عبدالله الصالح أنّ “دول العالم تتمنى أن تجد بين أبنائها من ينصح ويسأل ويبين بهدف الخير والإصلاح كالشيخ الشهيد نمر باقر النمر”.
إلى ذلك، أحيت عدد من العواصم العربية والاسلامية ذكرى إعدام الشهيد النمر ضمن فعاليات متنوعة، أكد المشاركون فيها على الاستمرار في خط الشيخ الشهيد على الرغم من جور النظام السعودي، وذلك عبر مسيرات وفعاليات احتجاجية تحت شعار “وما قتلوه”.
وفي لندن، أحيت الجالية العربية والإسلامية ذكرى إعدام الشيخ النمر في مؤسسة “دار الحكمة”، حيث أكد المشاركون ضرورة الاستمرار بحمل شعلة الحرية التي رفعها الشيخ الشهيد دفاعاً عن الشعوب المقهورة والقابعين في سجون النظام السعودي.
بدوره، طالب “تيّار العمل الإسلاميّ”، في بيان، “العالم وحكوماته باتخاذ موقف حاسم تجاه النظامين السعوديّ والبحريني اللذين أسرفا في قتل المواطنين ودعم الإرهاب العالميّ، وأصدرا أحكاماً بالإعدام لعشرات المواطنين من أصحاب الرأي؛ المهدّدين بالإعدام في أي لحظة كما جرى للشهيد النمر العام الماضي”. واعتبر التيار أن “جريمة إعدام الشيخ النمر التي ارتكبها النظام السعودي، جاءت بسبب دعوته إلى العدل ومطالبته بالحقوق العامة لشعب البحرين”.
وفي قم المقدسة، ارتأى علماء وفضلاء البحرين والحجاز تدشين كتاب عن الشيخ النمر تحت عنوان “عريضة العزة والكرامة” في مسجد الأعظم في المدينة، مشيرين إلى أنه تمت ترجمة الكتاب إلى 10 لغات.
ميدانياً، جابت تظاهرات في العديد من القرى البحرينية تنديداً بإقدام السلطات السعودية على إعدام الشيخ النمر مع عدد من المعارضين الآخرين، ورفع المتظاهرون صور الشيخ النمر وأطلقوا الشعارات المندّدة بنظام آل سعود، ووصفوه بـ”النظام الدموي”.
وفي العراق، خرجت تظاهرات حاشدة في العديد من المدن ردّد خلالها المتظاهرون الشعارات التي تشجب الجريمة النكراء، وحذّروا آل سعود من مصير مشابه لمصير الطاغية صدام حسين الذي سقط نظامه في اليوم ذاته الذي أعدم فيه آية الله الشهيد محمد باقر الصدر.