بعد عقود من احتلال الثمانيين لمناصب القيادة في دول الخليج، بدأت هذه الدول في تقديم قيادات أصغر سناً، ما يشير إلى أن وجه القيادة في الخليج آخذة بالتغيير نحو جيل أكثر شباباً.
تقرير سهام علي
دأبت دول الخليج في الآونة الأخيرة على تكليف شباب مناصب حساسة في خطوة غير مألوفة في منطقة اعتادت حكاماً ثمانينيين وسبعينيين في أحسن الأحوال، غيّرت الصورة النمطية في السعودية وقطر والامارات خصوصاً، مثيرة تساؤلات عما يمكن أن يغيره هذا الجيل الجديد من الحكام في مجتمعات محافظة.
ورصد باحثون استراتيجيون التحولات كافة في منطقة الخليج بعد سنوات من الزعماء الثمانينيين، والآثار المحتملة لتبدل وجوه القيادة الخيليجية التي تصير أكثر شباباً. ومع أن أكثر الملوك ورؤساء الدول كبار في السن، إلا أن الأيام التي كان المسنون يحتكرون فيها القيادة في كل الميادين ولت، وصار مألوفاً تعيين ولي عهد أو وزراء رئيسيين في الأربعينيات أو الخمسينات.
وكتبت وكالة “رويترز” للأنباء تقريراً حول جيل الشباب في الخليج، ولفتت النظر إلى أن ملوك وشيوخ مجلس التعاون الخليجي يتجاهلون حاجات الموضوعات الأصغر سناً في مصلحتهم، حيث أن بطالة الشباب في المنطقة الغنية بالنفط مرتفعة ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم وجود فرص خارج قطاع الطاقة والاعتماد على العمالة الوافدة.
وذكرت الوكالة العالمية أن هناك أيضاً مخاطر في الجيل الجديد من الأمراء الذين يفتقرون إلى الخبرة الكافية في مواقع السلطة، حيث تسبب الإصلاحات الاقتصادية التي يجريها ولي ولي العهد الأصغر سناً في السلطة محمد بن سلمان بوضع المملكة أمام مخاطر كبيرة، لا سيما في ظل مغامراته العسكرية في اليمن.
ويلمح التقرير إلى الصعوبات التي تواجه الحكام الشباب في تغيير نظم الحكم في الخليج، والتي من ضمنها سيطرة العائلات الحاكمة وصعوبة التغلب على اللوبيات الموجودة فيها. وعلى الرغم من كبر سن معظم حكام دول المنطقة، إلا أن أيام سيطرة المسنين على قيادة دول الخليج تبدو وكأنها في طريقها للاختفاء. لكن السؤال الأهم هنا هو: هل سيكون الشباب القادم أفضل حالاً من الكبار في السن؟