ترجمت الاتفاقات المشتركة التي وقعت أخيراً بين العراق ومصر المساعي الثنائية التي يقودها البلدان بهدف صياغة تحالف عربي للعواصم الخارجة من النفوذ الخليجي بهدف التأثير في الملفات العربية العالقة، وتقديم حلول سياسية لأزمات المنطقة.
تقرير هبة العبدالله
مع نهاية عام 2016م، كانت مصر تسير خطوات بعيدة عن السعودية. منذ بداية عام 2017م، تقول الخطوات المصرية إن القاهرة تتحرك في اتجاه العراق في تحول سياسي غير متوقع لها.
وكشفت وسائل إعلام مصرية أن القاهرة تسعى إلى تغيير خريطة تحالفاتها في المنطقة، وتنطلق من قرار استراتيجي بالابتعاد عن دول الخليج بعدما وصلت الخلافات المتصاعدة مع الرياض إلى طريق مسدود. ولذلك جاءت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية العراقية ابراهيم الجعفري إلى القاهرة بالتزامن مع كلام مسؤولين سعوديين عن وجود مساع عملية لمواجهة القاهرة.
والتقى الجعفري رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل وبحثا التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. وأعلن الجعفري في ختام زيارته أن العراق “مستعد لتطوير العلاقات الاستراتيجية مع مصر على كل المستويات، ومقتنع بإمكانية إجراء وساطة بين مصر وايران لتقريب وجهات النظر بين البلدين”.
ويتضح تصاعد التعاون العراقي المصري بعد توجيه القاهرة دعوة إلى بغداد لتفعيل اتفاق تصدير النفط الخام العراقي لتكريره في المصافي المصرية، الذي وقعه البلدان في آذار/مارس 2016م، بما يسد حاجات الجانب العراقي من المشتقات النفطية ويوفر الخام الذي تحتاج القاهرة إلى شرائه بعد وقف إمدادات شركة “أرامكو” النفطية السعودية لها.
ويقول مراقبون إن التقارب بين مصر والعراق ليس مسألة ثنائية بين الدولتين الكبيرتين فحسب إنما يشكل مقدمة لتحالف إقليمي يقوده الجانبان لتوسيع أطر التقارب والتفاهم العربي، وهو ما سيغير خريطة التوازنات والتحالفات الحالية في المنطقة.
وسيؤدي تعزيز الدور المصري في المنطقة إلى انحسار دور السعودية فيها، كما أن دولاً أخرى تتقدم إلى الواجهة كما تفعل مصر مع العراق. وتزداد عزلة السعودية بعد هذه الخطوات المشتركة بين مصر والعراق وتهدد بإبعادها عن التأثير في القرار العربي.