في السادس من يناير اعتقلت القوات الأمنية، الشاب جابر العقيلي، وقادته إلى مركز شرطة في تاروت في منطقة القطيف لتعرف عائلته أنه فارق الحياة تحت التعذيب وتكشف عن ضغوط تمارسها عليها السطات الأمنية للتغطية على فعلتها. جريمة تتكرر في السجون ومراكز الشرطة السعودية وكأنها سياسة مدروسة ضد أبناء المنطقة الشرقية.
تقرير هبة العبدالله
بعد نحو أسبوع من اعتقاله من قبل أجهزة الأمن بتهمة الدخول في منطقة محظورة في البحر، تكشف مصير الشاب جابر حبيب العقيلي.
تبين أن العقيلي ابن الـ 45 عاماً، توفي تحت التعذيب داخل غرفة احتجاز في مركز شرطة تاروت.
لم تتضح بعد تفاصيل استشهاد الشاب العقيلي، لكن السلطات السعودية جهزت روايتها وعرضتها على عائلة الشهيد لمساومتها على رؤية جثة ابنها في ثلاجة الموتى.
مصادر حقوقية قالت إن السلطات السعودية تسعى للضغط على عائلة العقيلي لإجبارها على الإقرار بأن الشهيد أقدم على الانتحار داخل السجن في حين حصلت العائلة على معلومات مؤكدة عن وفاة ابنها بسبب تعرضه للتعذيب خلال التحقيق معه.
تقول المصادر إن الشاب العقيلي قتل داخل إحدى مراكز الشرطة السعودية في تاروت، فيما ترجّح أخرى، أنه قتل داخل مقر إدارة المباحث في مدينة عنك في محافظة القطيف.
عائلة الشهيد رفضت الابتزاز الرسمي، وقالت إنها لن توقع على أي تقرير رسمي قبل معاينة جثمان ابنها، حيث حصلت على معلومات مؤكدة تقول إنه تعرض للتعذيب حتى الموت داخل السجن، وأن عليه آثار تعذيب واضحة.
حالة الشاب جابر العقيلي هي الأخيرة في عداد شهداء السجون السعودية. قبله استشهد الشاب نزار المحسن نتيجة التعذيب في نوفمبر الماضي في نفس السجن. وقبله في مارس استشهد الشاب مكي العريض في مركز شرطة العوامية.
كثيرة هي أسرار الموت المخبأة داخل جدران غرف التحقيق في السجون السعودية. كثيرة هي القصص التي يحيكها المعذِّبون هناك أيضاً عن وهم عارض صحي أو حادثة انتحار لم تحصل، فلا ينجحون في سجن حقيقة الموت، في ظروف لم تعد غامضة.
المعتقلون والمعذبون والشهداء، وكلهم معاً يشهدون جميعاً على استهداف السلطات السعودية أبناء المنطقة الشرقية وانتقامها من الحراك المطلبي السلمي، لكن مضايقات سلطات الأمن لم تردعهم ولا غيرت شيئاً في سعيهم منذ العام 2011.