تواجه السعودية مشاكل في غاية الخطورة خارج حدودها، لكن المشاكل الاقتصادية داخل البلاد هي التي تهدد بإثارة سخط المواطنين السعوديين، مع وجود أكثر من ألف موظف عاطل عن العمل في القطاع الخاص بدعوى تقليص النفقات.
تقرير سهام علي
انعكست الأزمة المالية التي تمر بها السعودية بشكل سلبي على الاقتصاد المحلي والعمالة السعودية، مع توقعات باستمرار العجز في الموازنة في عام 2017م، إذ أصبح أخيراً أكثر من 1200 موظف سعودي عاطلين عن العمل بدعوى تقليص النفقات.
وأكد المفصولون السعوديون أن ما حدث من عملية فصل من “شركة عبد اللطيف جميل” الأسبوع الماضي ليس مجرد حالة فردية فقط، فهناك حالات شهدتها قطاعات عدة خاصة المقاولات والبنوك، وكانت حصيلتها النهائية تكريس التفريط بالمواطن من دون أن تتحرك وزارة العمل اتجاهها.
ويؤكد مراقبون اقتصاديون أن قضية فصل الموظفين السعوديين لا تقف عند “شركة عبد اللطيف جميل”، بل تشمل منشآت القطاع الخاص من دون استثناء، مضيفين أن القضية مرتبطة باستقرار اقتصاد ومجتمع بأكمله.
ويحذر خبراء ماليون من أن زيادة معدل البطالة بين السعوديين ستمثل صدعاً خطيراً لقاعدة الاقتصاد والمجتمع، مشيرين إلى أنّ الرياض ستواجه مخاطر لا قدرة للتعامل معها، أهمها زيادة العاطلين والأُسَر الفقيرة بسبب ارتفاع معدلي الفقر والبطالة، وتفاقم معدلات الجريمة بكافة أنواعها.
ويعتقد محللون اقتصاديون أن خطورة هذه التسريحات تكمن في استهدافها السعوديين فقط بحجة أن رواتبهم عالية، وأن العامل الوافد أقل تكلفة، وهو ما سيقود إلى تبعات سلبية على الاقتصاد بشكل أوسع.
وكان الرئيس التنفيذي لـ”مجموعة خبراء المخاطر” عبدالرحمن الزومان، قد حذر خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2016م، أن الشباب هو الخطر الأكبر الذي يواجه المملكة في حال لم يتم استثماره ومواجهة المشاكل المتعلقة بالبطالة، مبدياً استياءه من التركيز على جلب الاستثمار الأجنبي وعدم التركيز على المشاريع الوطنية الصغيرة والمتوسطة.
وشهد الاقتصاد السعودي في عام 2016م إحدى أصعب الفترات منذ عقود مع تباطؤ النمو ومحاولة الحكومة خفض عجز الموازنة. وفي أغسطس/آب 2016م، كشف تقرير نشرته “الهيئة العامة للإحصاء” في السعودية أن عدد العاطلين عن العمل في السعودية من إجمال مختلف الفئات العمرية بلغ نحو 700 ألف عاطل، بواقع نحو 290.500 من الذكور و409.600 من الإناث.
وأوضح التقرير أن عدد العاطلين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً بلغ نحو 594 ألفاً، فيما بلغ عدد العاطلين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 65 عاماً نحو 23 ألف.