أكد مركز “ستراتفور” للدراسات الإستراتيجية والأمنية أن إسلام أباد نشرت يوم الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2016م بياناً مثيراً للجدل، جاء فيه أن رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف سيرفض قرار تعيينه لقيادة “التحالف العسكري” الذي تقوده السعودية في حال بقيت إيران خارج قائمة الدول المشاركة في هذا التحالف.
تقرير سهام علي
تجد باكستان نفسها بين السعودية وايران في موقف صعب. يحرجها طلب المملكة منها إرسال جنود باكستانيين للمشاركة في “عاصفة الحزم”، وهي ترتبط بعلاقات عسكرية ودينية واقتصادية قوية مع السعودية، ولكنها ترتبط أيضاً بعلاقات معقدة مع إيران، ولها معها حدود طويلة.
وأكد مركز “ستراتفور” الأميركي أن باكستان تقيم تحالفاً مشروطاً مع السعودية، مشيراً إلى وجود أهداف مشتركة بين الدولتين يسعى كلاهما إلى تحقيقها. وذكر المركز إن كلاً من السعودية وباكستان يريدان أن يكونا في طليعة العالم الإسلامي، وكلاهما دول غالبية سكانها من المسلمين السنة.
ويجعل التشابه بين الدولتين كلاهما يكافح من أجل وجود علاقات عسكرية متبادلة، وفقاً لـ”ستراتفور”، الذي ذكر إنه عندما أعلن ولي ولي العهد محمد بن سلمان في ديسمبر/كانون الأول 2015م تكوين تحالف يضم 40 دولة بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب، كان اسم باكستان على قائمة هذا التحالف مفاجئاً.
وعلى الرغم من تقصيرها في الالتزام بإرسال قوات عسكرية للقتال ضمن قوات “التحالف العسكري”، إلا أنها أعلنت، في خطوة مفاجئة، أن الجنرال رحيل رشيف اشترط دخول إيران ضمن الدول المشاركة فيه والتي ستكون قواتها تحت قيادته.
ولفت المركز البحثي إلى أنه بغض النظر عن الروابط التي تجمع السعودية بباكستان، فإن الأخيرة لن تكون قادرة على تلبية مطالبها بالانضمام إلى تحالفها إلا إذا وافقت على دخول إيران. وبحسب المركز، فإنه بالرغم من كل المصالح المشتركة بين باكستان والسعودية إلا أنها تتقاسم علاقات ثقافية ولغوية ودينية مع إيران.
وقال المركز الإستراتيجي والأمني الأميركي إن باكستان تجد نفسها منذ سنوات بحاجة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع دولتين متنافسين كلاهما يحاول تقويض نفوذ الآخر ليفوز بزعامة العالم الإسلامي، معتبراً أنه وضع معقد تحاول باكستان البحث عن وسيلة للتعامل معه.