انطلقت مراسم تشييع الشهيد محمد رضي الحساوي، الذي توفي نتيجة التعذيب في سجن المباحث العامة في الدمام، انطلاقاً من مغتسل البلدة إلى مثواه الأخير إلى جانب الشهداء في جبانة البلدة. وطالب المشيعون بوقف الظلم والافراج الفوري عن جميع المعتقلين، مرددين صيحات غضب ضد النظام والممارسات الجائرة التي تنتهجها قوات الأمن بحق السجناء، فضلاً عن ترهيب المواطنين في البلدة. عائلة الشهيد كانت قد دعت الجميع للمشاركة بعد صلاة المغرب مباشرة في تشييع جثمان ابنها في العوامية، بعدما تسلمت اليوم جثمانه، الذي ظهرت عليه آثار كدمات تؤكد تعرضه للتعذيب، ما يشير إلى سبب الوفاة داخل سجون المملكة.
تقرير مودة اسكندر
في حادثة هي الرابعة من نوعها خلال أقل من عام، أعلنت السلطات السعودية عن وفاة المعتقل في سجونها محمد رضي الحساوي.
الحساوي من أهالي بلدة العوامية، توفي بسجن المباحث العامة في الدمام بعد اعتقال دام أربع سنوات من دون تقديمه للمحاكمة.
وفيما بيّن التقرير الطبي أن الحساوي توفي قبل أسبوع، زعمت السلطات أنّ سبب الوفاة كان سكتة قلبية. وانتشرت للمعتقل صوراً تظهر آثار كدمات تؤكد تعرضه للتعذيب، ما قد يكون سبباً في وفاته.
السلطات الأمنية وكعادتها، حاولت التهرّب من المسؤولية عبر منع فتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث، كما سبق وأن منعت التحقيق في قضايا مماثلة لشبان قضوا داخل سجونها نتيجة التعذيب.
نشطاء حقوقيون رصدوا وفاة الحساوي في إطار حالات سابقة، ومنها حالات الشهداء مكي العريض في مارس العام ٢٠١٦، الذي أعلن أهله بأنهم شاهدوا آثار التعذيب على جسده، ونزار المحسن في نوفمبر العام ٢٠١٦، وآخرهم جابر حبيب العقلي في يناير الحالي، الذي أُعلن عن وفاته بعد أسبوع من اعتقاله في مركز شرطة تاروت، والذي منعت السلطات السعودية عائلته من تصوير جسده خوفاً من فضح آثار التعذيب الذي تعرض له.
ورداً على مسلسل الاعدامات داخل السجون، دعا الناشط الحقوقي علي الدبيسي منْ وصفهم بـ"أصحاب الشأن إلى عدم التخلي عن مسؤوليتهم في مواجهة الحكومة غير المسؤولة والمجرمة والمتسترة على القتلة".
بدوره دان التيار الرسالي الجريمة داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية "لاتخاذ موقف حاسم تجاه إرهاب النظام السعودي في اليمن والمنطقة الشرقية"، مؤكداً أن "قتل المعتقلين داخل السجون هو جزء من منهجية العقاب الجماعي الممارس".