اعتبرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبحث عن حرب مقدسة تمكنه من فرض سلطته أكثر فأكتر، من خلال الادعاء بوجود خطر على الأميركيين يتمثل في المسلمين وربما غيرهم من أتباع الديانات، في وقت لاحق.
تقرير سهام علي
لا يبدو أن التخوف من المستقبل، مع وصول من يوصف بالعنصري إلى البيت الأبيض، مقتصر على رعايا الدول الذين حاول منعهم من الدخول إلى بلاده، أو على سكان أميركا الجنوبية الذين يريد منع دخولهم ببناء جدار مع المكسيك. فقد امتدت هذه المخاوف لتشمل فئات داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يبحث عن حرب للتوفيق بين تناقضات الحملة الانتخابية الشعبوية التي قام بها وتناقضاته الذاتية”، مشيرة إلى أن الحرب ستتيح لترامب إعطاء الضوء الأخضر لشركات الاحتكار الضخمة، وذريعة في نهاية المطاف لفرض الطوارئ، وإلغاء أبسط ضمانات الحريات الفردية على نطاق واسع، مع استثناء تملّك السلاح.
وتقوم فرضية الحرب على إشاعة الخوف من عدو مفترض، تمهيداً لشن حرب مقدسة ضده. وبحسب “هآرتس”، فإن أحد مستشاري ترامب، وهو ستيف بانون، هو الذي تحدث منذ سنوات عن ما وصفها بـ”الحرب المقدسة ضد الفاشية الاسلامية”، وهو الأمر الذي دفع أحد محللي الأمن القومي الأميركي روبرت باير إلى اعتبار خطاب بانون كأنّه “خطاب وعظي للحملة الصليبية الأولى”.
وتضيف الصحيفة “قد لا تكون الحرب جارية حتّى الآن، لكنّ الحملة الصليبية قد بدأت، وكان قرار حظر المسلمين هو المرحلة التمهيدية فقط. أما عن الحرب الحقيقية، فقد يراها ترامب “خياراً إيجابياً” لأنّه لا يعرف شيئاً عن العالم الذي تخلّفه وراءها، ولا يعرف شيئا عن الرعب الذي تعنيه الحرب للأشخاص الذين تدمّر حياتهم، سواء ظلّوا على قيد الحياة جسدياً أم لا”.
وتختم الصحيفة بالتأكيد على أن ترامب “يظن أنّه يعرف. فقد سبق له أن فاز في حروب ضدّ ادّعاءات التمييز العنصري وعدم الدفع للعمّال، وهو قاتل وفاز بحروبٍ على التواضع والكياسة والإنسانية والسلوك الأخلاقي البشري الأساس”.