تتسارع الخطوات الميدانية على الأراضي السورية، حيث يتقدم الجيش السوري وحلفائه، فيما تستعر نيران اقتتال الجماعات المسلحة فيما بينها، في وقت يكشف عن تفاصيل جديدة حول مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقامة مناطق آمنة في الشمال السوري.
تقرير سناء ابراهيم
كثيرة هي التغييرات التي طرأت على المشهد السوري، منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث بدأ بالاعلان عن خططه لإنشاء مناطق آمنة في الشمال على الحدود مع تركيا، في وقت احتدم فيه الاقتتال بين الجماعات المسلحة على وقع تخلّي بعض الدول عن دعمها من جهة، وتعزيز إمكانية التوصل إلى حل سياسي من جهة أخرى.
بدأ المشهد السوري يرسم نهايات الجماعات المسلحة على وقع الاقتتال بين فيالقها وجبهاتها، إثر التقدم الذي حققه الجيش السوري والحلفاء في محاور المعارك كافة المنطلقة ضد الإرهاب الذي يضرب أراضي سوريا.
وأشار مراقبون إلى أن الجهود الدبلوماسية التي قادتها روسيا مؤخراً ساهمت في انقسام الجماعات المسلحة واقتتالها، ومن ثم إضعافها، إذ ترفض الحل السياسي للأزمة، موضحين أن الجهود تلك ترافقت مع ضعف أشكال الدعم، حيث قررت دول داعمة سابقة التخلي عن هذه الجماعات مع تقدم المفاوضات السياسية والدبلوماسية، ما يشي بأن هذه الدول، فضلت عدم الخسارة في معركة سوريا إذا ما استمرت في تقديم الدعم لتلك الجماعات، التي لا بد أنها خاسرة وفق ما تبين المعطيات الميدانية والسياسية.
ولفت متابعون الانتباه إلى تحضّر قسم من الجماعات المسلحة المعارضة في الاجتماعات السياسية كمؤتمر جنيف بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وفي مقدمتهم “أحرار الشام” و”الجيش السوري الحر”.
وبالتزامن مع الاقتتال، جاء مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وضع اقتراحاً لإمكانية إقامة “منطقة آمنة” في الشمال السوري. وأشار أحد مستشاري حملة ترمب لشؤون الشرق الأوسط، غابرييل صوما، إلى تواصل واشنطن مع موسكو للنقاش حول الأمر، مشيراً إلى أن مقترح الرئيس الأميركي يهدف إلى تجنّب خروج عدد أكبر من اللاجئين.
وكشف صوما، في حديث للصحافيين، عن أن “المنطقة الآمنة” “ستمولها بعض الدول العربية”، وأنه “من غير المستبعد طرح فكرة إرسال قوة حفظ سلام عربية إلى سوريا، من بينها مصر والأردن”، وفق تصريحه.