يصعد ترامب خطابه من البيت الأبيض ضد طهران ويكرر تهديداته باستخدام القوة. هي حماسةُ أميركية ليست جديدة تسعى واشنطن من خلالها إلى تهيئة دول عربية لحرب تخوضها بالنيابة عن أميركا ضد إيران، وبالتأكيد، إلى رفع سقف صفقات الأسلحة في أقل تقدير.
تقرير هبة العبدالله
في الأسبوعين الأولين لتوليه منصب الرئاسة الأميركية، قال دونالد ترامب الكثير عن الإيرانيين. ويبدو جلياً، في كل مناسبة أو فرصة للتصريح أو التغريد تحضر فيها إيران، أن ساكن البيت الأبيض الجديد، الذي يتميّز بالوضوح والهمجية في تصريحاته، عازمٌ على خلق فقاعة من الجهوزية في المواجهة مع إيران، تبيّنها واشنطن لأعداء إيران قبل طهران نفسها.
وجرت تحركات أخرى في الفترة نفسها تشي أن علاقة الولايات المتحدة بإيران ليست علاقة ثنائية فحسب. يتحرك أصدقاء واشنطن وأصدقاء ترامب كثيراً لتبديل المتغيّر الذي حققه الرئيس الأميركي السابق أوباما في ولايته الرئاسية الثانية.
وقال مستشار الرئيس الأميركي غابريل صوما إن واشنطن “ستعيد النظر في الاتفاق النووي مع إيران لتعارضه مع المصالح الأميركية”. ليس هذا الكلام مفاجئاً، فقد سبق وهدد ترامب بتمزيق الاتفاق منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، ولم يفعل ذلك، ما يعني أن الرئيس الجديد ليس متهوراً في ما يخص طهران، وأن خطاباته الشعبوية الحادة خلال حملته الانتخابية لا تحكم قراراته الرئاسية.
وأضاف صوما، في مقابلة مع صحيفة “الرياض” السعودية، أن “إعطاء إيران الحق بتفعيل مفاعلها النووي هو عنصر توتر كبير في الخليج العربي وبقية الدول العربية، هذه رسالة أميركية مزدوجة للإيرانيين كما للحكام في دول الخليج العربية”.
استعر الهجوم الأميركي على إيران، وليس ترامب منفرداً في هذا الإطار. فقد هدد مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلاين إيران ضمنياً بالتحرك العسكري إذا لم تفعل ما تطلبه واشنطن. وتحدث فلاين أيضاً عن “وضع إيران تحت الملاحظة” و”عدم استبعاد أي شيء من الطاولة”.
يوحي فلاين أن الإدارة الجديدة تستشعر خطر طهران بجدية، وهي ستتحرك بهذا الخصوص، ولن تختار عقد صفقات مع طهران بل ستلعب ورقة الخيار العسكري. كلام يسعد كثيراً الزعماء الخليجيين ومن المتوقع أن تجني أميركا صفقات سلاح بمليارات الدولارات قريباً.
يستبعد خبراء، خيار الحرب الأميركية على إيران، فالرؤساء الأميركيون يمارسون لعبة الابتزاز تجاه طهران التي لا تتلقف رسائلهم بجدية. فالتهديدات سبق ووجهها أوباما وقبله جورج بوش، لكن طهران لم تكن يوماً ساحة للحرب الأميركية. تخاض الحروب على جبهات أخرى وتخوضها جهات أخرى أيضاً.