رفضت موسكو تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إيران هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم، فيما يبدو أنّ الموقف الأميركي التصاعدي ينسجم مع الرغبة الإسرائيلية، وبالتالي السعودية، في الحشد ضد إيران دولياً.
تقرير محمود البدري
أسقط الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتقادات كثيرين بأن الوصول إلى البيت الأبيض سيدفعه إلى التعقل والنظر طويلاً في أي موقف أو قرار دولي أو إقليمي. بل إنه عجّل بفتح الصراع لا سيما مع إيران بعد وصفها بـ”الدولة الإرهابية الأولى في العالم”، وبأنها “لا تحترم” بلاده.
رفضت روسيا توصيف ترامب مؤكدة أنه لم يكن لإيران أية علاقة مع التنظيمات الإرهابية، سواء “داعش” أو “جبهة النصرة”، مشددة على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن إيران تحارب الإرهاب في سوريا “بطلب من النظام الشرعي هناك”.
ورأى المتحدث باسم الكرملين الروسي، ديمتري بيسكوف، أن “الاختلاف في المواقف لن يعيق تنمية العلاقات مع الولايات المتحدة”، مضيفاً أن روسيا “ملتزمة بعلاقاتها الاقتصادية والتجارية مع إيران”.
وجاءت مواقف الرئيس الأميركي الأخيرة برغبة إسرائيلية، وخطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخير نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2017 بأن “الصمت المدوي إزاء مواقف إيران من إسرائيل سيتغيّر”، أكبر دليل على ذلك.
يبدو واضحاً أن الجبهة التي يسعى ترامب إلى مواجهتها هي تلك التي تشكل خطراً على الاحتلال، على عكس ما يحاول إشاعته ساكن البيت الأبيض، بأنه يريد القضاء على الإرهاب ومواجهة الدول الداعمة لها. والدليل على ذلك أن كيان الاحتلال، على غرار السعودية وتركيا اللتان دعمتا التنظيمات الإرهابية مادياً وعسكرياً وسهلتا مرورهما إلى سوريا والعراق، هو أحد الداعمين الأساس للمجموعات الإرهابية لا سيما تلك المقاتلة في سوريا، من خلال تقديم المساعدات اللوجستية والطبية لهم وحتى العسكرية باعتراف المسؤولين الإسرائيليين انفسهم.
وكان ترامب قد اتخذ قراراً آخر، في إطار الصراع مع إيران، بحظر مواطنيها وست دول إسلامية أخرى من دخول الولايات المتحدة، مستثنياً السعودية وتركيا الراعيتين الرسميتين للإرهاب في المنطقة.