اختارت شركة “أرامكو” السعودية المصرف الاستثماري “موليس أند كو” مستشاراً وحيداً لعملية الاكتتاب الأولي المنتظرة على أسهمها. وتدور حول المصرف الذي أسسه رجل الأعمال اليهودي كان موليس، علامات استفهام كبيرة مرتبطة بعلاقاته مع الاحتلال الاسرائيلي، خاصة بعد تعيين جنرال سابق في كيان الاختلال الإسرائيلي في منصب كبير مستشاري المصرف، وهو أمر يعيد إلى الأذهان المطامع الإسرائيلية وسياساتها التدميرية للسيطرة على مقدرات المنطقة.
تقرير رامي الخليل
في جديد مسلسل فضائح العائلة الحاكمة في السعودية، يبدو أن مخطط ولي ولي العهد محمد بن سلمان عبر “رؤية 2030” من شأن تسليم مقدرات أضخم شركة في المملكة إلى مصرف يسيطر عليه يهود وعلى صلة مباشرة بكيان الاحتلال الاسرائيلي.
فقد فاز مصرف “موليس أند كو”، اليهودي التأسيس ذو الارتباط الوثيق بضباط سابقين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بعقد يحتكر فيه الدور في تقديم الاستشارة لشركة “أرامكو” في عملية الاكتتاب العام لأسهمها، إذ أن كبير مستشاري هذا المصرف هو الجنرال الإسرائيلي شلومو ياناي، الضابط الذي شغل مناصب عسكرية واستراتيجية عدة في جيش الاحتلال على مدى اكثر من 30 عاماً، وهو الذي رفض أيضاً عرض رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو رئاسة جهاز “الموساد” في عام 2010.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” الأميركية عن مؤسس المصرف كان موليس قوله إنه استقدم ياناي نظراً إلى العلاقات الواسعة التي يمتلكها الأخير. وتُظهر المعلومات أن ياناي تنقل بين منصب رئيس فرع التخطيط ورئيس أركان القوات البرية الإسرائيلية، مروراً بقيادته للجبهة الجنوبية، كما ترأس “الوفد الأمني الإسرائيلي” في محادثات السلام في كامب ديفيد. وفي عام 2005، عمل ياناي مديراً لإحدى المصارف الإسرائيلية، فضلاً عن إدارته لعدد من الشركات الاسرائيلية العاملة في المجالات الأمنية التكنولوجية والتجارية.
لم تتخلّ تل أبيب إذاً عن خططها للسيطرة على مصادر النفط في الشرق الأوسط، إحدى أهم مناطق الطاقة المستقبلية في العالم. وعلى الرغم من تحولها إلى كيان مصدر للغاز الطبيعي، تتابع اليوم بسط أذرعها الاقتصادية للسيطرة على مقدرات المنطقة. وباعتبار ما نشرته وكالة “بلومبرغ بيزنيس ويك” بشأن عمل شركات أمنية إسرائيلية داخل السعودية والإمارات، تغدو خطوة “أرامكو” الأخيرة غير مستغربة.