أكد رئيس جمهورية تتارستان الروسية رستم مينخانوف أن اجتماعاً سيُعقد في السعودية بين روسيا ودول عربية وإسلامية من أجل تعزيز العلاقات وتفعيل آليات مكافحة الإرهاب، والعمل على رفع قيم التسامح الديني بين القوميات المختلفة.
تحت عنوان مكافحة الإرهاب وتوحيد الصفوف والجهود من أجل القضاء على هذه الظاهرة، يقام في السعودية اجتماع بين روسيا ودول عربية وإسلامية، من دون أن يُحدد تاريخه ولا الدول المشاركة فيه حتى الآن، وجرى الاتفاق عليه بعد محادثات بين رئيس جمهورية تتارستان الروسية رستم مينخانوف والملك سلمان.
يأتي ذلك في حين تتعارض وجهات النظر الروسية والسعودية في كثير من الملفات، وعلى رأسها الملف السوري، مما يطرح تساؤلات حول اختيار روسيا للسعودية موقعاً لعقد اللقاء الذي سيتطرق أيضاً إلى العمل على رفع قيم التسامح الديني بين القوميات المختلفة.
ليس سراً على أحد أن المملكة جنباً إلى جنب مع بعض دول الخليج بتنسيق مع حلفائها الغربيين، لا سيما الولايات المتحدة، لعبت دوراً مباشراً في تحويل المنطقة إلى ساحة معركة دموية مذهبية لم تنتهِ حتى الآن، انتشر على إثرها الفكر التكفيري المطعم بالوهابية، ونشأت تنظيمات إرهابية استخدمتها الدول المذكورة أوراقاً في ملفات عدّة.
وجاء تورط جهاز الاستخبارات السعودي مع مجموعات إرهابية في القوقاز، وتقديم المملكة جميع أشكال الدعم لهذه الجماعة الإرهابية، في الإطار نفسه كمخطط تحريضيّ، يهدف إلى فصل القوقاز عن روسيا.
ويعول الرئيس التترستاني في خطوته، مدعوماً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على استنطاق السعودية في تسمية المنظمات الإرهابية، وعدم حصرها في تنظيمي “داعش” و”النصرة” و”القاعدة”، بل لتشمل جميع المنظمات الإرهابية المدرجة في اللائحة الروسية، في ظل التغييرات الاقليمية الحاصلة في المنطقة، والتي تتبلور على ترتيب مكافحة الإرهاب، على الرغم من محاولة الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب خلط أوراق الإرهاب بالتهديد تارةً بإدراج “الحرس الثوري” الإيراني وجماعة “الإخوان المسلمين”.
في المقابل، يمكن القول إن السعودية لا تريد هزيمة التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، بل إضعافها فقط، وإبقائها تحت سيطرتها من أجل توظيفها باستنزاف الطاقات البشرية والمادية لدول المنطقة، وخاصة العراق وسوريا، ولعدم ارتدادها على المملكة في ظل تحذيرات مراكز الدراسات من الأرضية المتشددة في البلاد.