شن تنظيم “داعش” الإرهابي هجوماً حاداً على دعاة ومشايخ أبرزهم سعوديون تحولوا بنظر التنظيم، في ظل المتغيرات السياسية، من علماء في تنظير أفكاره إلى عملاء في الدعوة إلى قتاله.
تقرير دعاء محمد
تحت عنوان “عملاء لا علماء”، أعلن تنظيم “داعش” الإرهابي الحرب على مشايخ ودعاة كان أبزرهم سعوديو الجنسية.
فعلى وقع خسائر الميدان في سوريا والعراق، نشر التنظيم مقطعاً مصوراً حرّض فيه عدداً من المتحدثين باسمه على قتل دعاة بينهم مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ ومحمد العريفي، وسلمان العودة، وعائض القرني، وعبد العزيز الفوزان، وهم أبرز نجوم الفضائيات وموقع “تويتر”، واقترنت أسماء معظمهم بالدعوة للتشدد والوهابية ومحاربة من يسمونهم بـ”الرافضة”.
وتضمن المقطع أقوالاً للدعاة بين التناقض في ادعاءاتهم خاصة في أقوالهم التي كانت قد دعمت المجموعات المتطرفة قبل أن تعود للتراجع عنها. كما تضمنت المشاهد لقاءات المشايخ مع مسؤولين كبار في السعودية بينهم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن نايف، وولي ولي عهده محمد بن سلمان.
واعتبر مراقبون أن اللهجة التحريضية التي اتسم بها المقطع المصور قاسية وغير مسبوقة، خاصة أنها حمّلت الدعاة مسؤولية الحالية ضد التنظيم. وأوضحوا أن الهدف الأساس من هذا التحريض هو ضرب الجبهة الداخلية في عدد من البلدان وأبرزها السعودية.
وعلى الرغم من أن علماء دين آخرين ظهروا في المطقع المصور، إلا أن الواضح كان التركيز على السعوديين، وهذا ما يعود إلى الدور الأساس الذي لعبوه في تأسيس التطرف والتشريع له. وطرح الشريط المصور، الذي تتضمن أبحاثاً وتوثيقاً لعلماء الدين، تساؤلات حول إمكانية أن يكون المنتجين قد استعانوا بخبرات إعلامية من الداخل السعودي لجمع المعلومات.
وتعزز هذه التساؤلات أحداث الأيام الأخيرة والعملية الأمنية التي استدعت تدخل طائرات لملاحقة خلايا إرهابية في مدينة جدة. وبانتظار رد الفعل الداعشي على هزائم المعارك، تتجه الأنظار إلى الأبواق التي لحَّنت له مشاريعه وكانت الأساس لنهجه المتطرف.